العلم الواصم في الرد على هفوات الروض الباسم،

أحمد بن الحسن القاسمي (المتوفى: 1375 هـ)

المسألة الأولى:

صفحة 142 - الجزء 1

  تعديل.

  أما قولك: ومن ظهر إسلامه ... الخ، فهو مطلوبنا ولسنا نحوم إلا حوله، وذلك يشترك فيه الصحابي وغيره، وأصحابك يأبون من ذلك كما هو مقرر في مصنفاتهم.

  وأما عيبك للمعترض بأنه لا يدري ما يخرج من رأسه، فأنت رحمك الله قد ناقضت هنا ما قدمت في حق الصحابة، ووافقتنا أنهم مثل غيرهم، فما بعد الحق إلا الضلال، والعصمة منتفية عن الجميع، نسأل الله التوفيق.

  وكلام أئمتنا $ متوجه إلى من نجم منه العمل بالمعاصي، وخالف ما كان عليه النبي ÷ وأصحابه الذين أثنى الله عليهم في كتابه العزيز، وذلك للأحاديث الواردة في حق من غيّر وبدّل، فمن ذلك ما أخرجه ابن عساكر عن أبي بكرة من حديث حدث به معاوية - لعنه الله - قال: قال رسول الله ÷: «ليردنّ عليّ الحوض رجال ممن صحبني ورآني فإذا رفعوا إليّ ورأيتهم اختلجوا دوني، فأقول: رب أصحابي - وفي لفظ: أصيحابي - فيقال: لا تدري ما أحدثوا بعدك»⁣(⁣١).

  وأخرج البخاري في صحيحه عن ابن مسعود قال: قال النبي ÷: «أنا فرطكم على الحوض ليرفعن إليّ رجال منكم حتى إذا أهويت لأناولهم اختلجوا دوني، فأقول: أي رب أصحابي، فيقال: لا تدري ما أحدثوا بعدك»⁣(⁣٢).


(١) مسند أحمد ٥/ ٤٨، فتح الباري ١١/ ٣٨٥، التمهيد لابن عبد البر ٢/ ٢٩٣، وقد تقدم تخريجه بأكثر من هذا قريباً.

(٢) صحيح البخاري ٥/ ٢٤٠٤، ٢٤٠٦، ٦/ ٢٥٨٧، مجمع الزوائد ١٠/ ٣٦٥، مسند الشاشي ٢/ ٤١، مسند أحمد ١/ ٤٣٩، ٤٥٥، ٥/ ٣٩٣.