العلم الواصم في الرد على هفوات الروض الباسم،

أحمد بن الحسن القاسمي (المتوفى: 1375 هـ)

فصل في الاختيار والكسب

صفحة 187 - الجزء 1

  [ابن الوزير] قال |: الوهم الخامس عشر: وهم المعترض أن مذهبهم القول بجواز تكليف ما لا يطاق وليس كذلك، فلم يذهب منهم إلى هذا إلا الأشعري والرازي.

  [المؤلف] أقول: لا إشكال أن المحققين قد نزهوا أنفسهم عن هذا القول واستقبحته عقولهم ولكن مع قولهم إن المعلوم واجب الوجود، لئلا ينكشف علمه جهلاً ثابت في الأزل.

  وقولهم: إن الكفر بمشيئته وإرادته وأنه يهدي من يشاء ويضل من يشاء ويأمر بما لا يريد، أليس طلبه سبحانه الإيمان من الكفار تكليفاً بما لا يطاق، كيف وقد ذرأهم لجهنم وختم على قلوبهم وطبع عليها.

  وقالوا أيضاً: إن القدرة مقارنة للمقدور غير متمكنة من الضدين.

  هذا ومن تأمل منهم لكلامهم أراح نفسه من تعب التمويه وصرح به مع معرفته أنه قبيح، ولا يتجاسر عليه إلا سفيه، لكن تغطية الشمس من العناء، وتبصير ضوءها الرائي من البلاء.

  [ابن الوزير] قال |: الوهم السادس عشر: وهم المعترض أنهم قد دفعوا الضرورة في تجويز تعذيب الأطفال بذنوب آبائهم. ا ه.

  ثم نفى ذلك عن محققيهم واستدل وأنصف، لكن لو سلمنا للنافي فغايته عن أهل النص به لا عن غيرهم مع شهرته عنهم فليتأمل.

  وأما رده على المعترض بأن عدم تعذيبهم غير ضروري أعني قطعياً، وأن من أثبته ليس