تنبيهات لا بد منها
  اليحيوي الضحياني مؤلف هذا الكتاب الذي بين يديك الموسوم ب) العلم الواصم في الرد على هفوات الروض الباسم) قصد بذلك انتصاراً لشيخ ابن الوزير هذا.
  وأما رسالة هذا الشيخ إلى تلميذه ابن الوزير، فلم نعثر على صورة منها، ولا على اسمها، ولا تاريخ إنشائها إلا ما أثبته الإمام محمد بن إبراهيم الوزير في مؤلفه (الروض الباسم) منها، وكنا نود العثور عليها، أما (الروض الباسم) فهو بين أيدينا.
  والخلاصة: أن الذي أثار الخلاف بين الشيخ وتلميذه ابن الوزير هي الآثار التي رويت في كتابي (البخاري) و (مسلم) هل رواتها ثقات فيعمل بها ويستدل بها أم غير ذلك؟
  فالشيخ يقول: هذه الآثار رواتها غير موثوقين، لأنهم وأكثرهم من المجسمة والمشبهة والجبرية والمرجئة، وهؤلاء عندنا كفار تأويل وفساق تأويل، ومن هذه حاله، فأقل أحواله أنه متهم في دينه، والمتهم لا تقبل روايته.
  وأما العلامة ابن الوزير، فأجاب على شيخه بأن أصل الأدلة الكتاب والسنة، وأن هذه التهمة لأهل الحديث تعطل أحد الدليلين وهي السنة، وأن لولا محافظة أهل الحديث على السنة، وتنقيتها من الشوائب، وما قاموا به من الجرح والتعديل وتبيين الحسن من المعتل وغير ذلك لضاعت السنة وانتشرت البدعة، ولقال كل بما يريد، ولكن فرسان هذا الشأن، وأبطال هذا الميدان من أهل الحديث، أوقفوا كلاً عند حده، وقال: إن أهل الكلام من المعتزلة والزيدية عالة على أهل السنة لا يعرفون طريقة أهل الحديث، وليس لهم كتب في