ترجمة للوالد شيخ الإسلام أحمد بن الإمام الهادي |
  والده إلى بلاد عسير، واستوطن وأقام بالحرجة نحواً من ثلاث سنوات، ثم عاد مع والده إلى باقم، وعادت المشكلة بين والده والمتوكل، إلا أنه لما عرف هو وأخوه الأكبر عبد الله بن الإمام أن والدهم لا يتنازل عن الإمامة حسب مذهبه، وأنه لا يخرج من اليمن مرة ثانية لكبر سنه، ولما معه من العول الكبير، وخوفاً على أولاده وأقاربه من الضياع، وأن أنصاره قد تعبوا وضللتهم الدنيا، عزم على القيام بالإصلاح بين والده وبين المتوكل يحيى حميد الدين(١) وإن كان فيه حتفه مع سلامة والده وإخوانه وعائلتهم الكبيرة فهو راض به في سبيل الله، ثم توكل على الله وعزم إلى عند المتوكل إلى السودة وبقي عنده شهرين، ونجح في الإصلاح بينهما، على أن والده يستمر في باقم وينشر العلم ولا يتنازل من إمامته ولا يعارض الأوامر وهو آمن وذريته وأصحابه وطلبته ومن وصل إليه أو زاره، ثم عاد من السودة بالأمان المذكور، فوصل إلى ضحيان وتلقاه أخوه واستر سروراً عظيماً بما حصل، إلا أن الوشاة وأهل المصالح كانوا قد أوشوا به عند والده أنه قد باعه من المتوكل وقد نازله من الإمامة، فلما وصل إلى والده وأخبره بما حصل وأنه باق على إمامته وله نشر العلم الشريف وإقامة الجمعة والجماعة في مسجده، وأنه آمن وأولاده وطلبته وكل من
(١) الإمام المتوكل على الله الشهيد يحيى بن محمد حميد الدين - ¦ رحمة الأبرار - من أئمة اليمن وعظمائها، وما حدث بينه وبين الإمام الحسن بن يحيى القاسمي أكثره من بعض الوسائط الذين يسعون لتذكية الخلافات، وإسعار الصراعات، وما نراه هو أن لكل واحد منهما وجهة نظر في أهليته للإمامة واستحقاقه للزعامة، فالإمام يحيى ¦ يرى أنه الأولى لاعتبارات عديدة، منها: مبايعة أكثر العلماء له، وقدرته على مقارعة الأتراك ومنازلتهم، واكتمال الشروط فيه، والسيد الحسن القاسمي يرى أنه الأعلم والأحق، وعندما توفي الإمام الحسن القاسمي رثاه الإمام المتوكل على الله يحيى حميد الدين بمرثاة عظيمة، أثبتها زبارة في (نزهة النظر) تدل على أن غرضهما الله جل شأنه - المحقق.