العلم الواصم في الرد على هفوات الروض الباسم،

أحمد بن الحسن القاسمي (المتوفى: 1375 هـ)

[بحث في الصحبة والصحابة]

صفحة 330 - الجزء 1

  الباطل، وصح أنه لعنهم وتبرأ منهم، وجب علينا ذلك فيمن لم تصح توبته لقوله تعالى: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ}⁣[آل عمران: ٣١] فوجب اتباع النبي واتباع المحق من بعده، كيف وقد روى الموالف والمخالف متواترا قوله ÷ في علي #: «اللهم وال من والاه وعاد من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله»، وقوله ÷: «لعنتك يا علي من لعنتي، ولعنتي من لعنة الله، ومن يلعن الله ...» الخبر، وقد صح أنه قنت بلعن معاوية، وعمرو، والمغيرة، وأبي موسى، وأبي الأعور السلمي، والضحاك بن قيس الفهري، وصح أن معاوية لعنه الله لعن علياً والحسنين وابن عباس.

  نعم وقد صح عن رسول الله ÷ أنه قال: «ستة لعنتهم ولعنهم الله وكل نبي مجاب: الزائد في كتاب الله، والمكذب بقدر الله، والمتسلط بالجبروت فيعز بذلك من أذل الله، ويذل من أعز الله، والمستحل لحرم الله، والمستحل من عترتي ما حرم الله، والتارك لسنتي»⁣(⁣١). أخرجه الترمذي عن عائشة وابن عساكر عن ابن عمر وهو عند أئمتنا $، ومعاوية استلحق زيادا ورد السنة في ذلك وفي حكم آنية الذهب والفضة بيعاً واستعمالاً، وأخاف أهل الحرمين وقتل بعض الشيعة فيهما على يدي عامله بسر بن ارطأة، واستحل من العترة، وأعز الطلقاء وأذل المهاجرين والأنصار.

  وقال الحسن البصري: أربع خصال في معاوية لو لم يكن فيه إلا واحدة منها لكانت موبقة: انتزاؤه على هذه الأمة بالسيف حتى أخذ الأمر من غير مشورة وفيهم بقايا


(١) صحيح ابن حبان ١٣/ ٦٠، المستدرك على الصحيحين ١/ ٩١، ٢/ ٥٧١، ٥٧٢، سنن الترمذي ٤/ ٤٥٧، مجمع الزوائد ١/ ١٧٦، ٧/ ٢٠٥، المعجم الأوسط ٢/ ١٨٦، المعجم الكبير ٣/ ١٢٦، شعب الإيمان ٣/ ٤٤٣، السنة لابن أبي عاصم ١/ ٢٤، الترغيب والترهيب ١/ ٤٤.