العلم الواصم في الرد على هفوات الروض الباسم،

أحمد بن الحسن القاسمي (المتوفى: 1375 هـ)

[بحث في الصحبة والصحابة]

صفحة 332 - الجزء 1

  لَهَبٍ}⁣[المسد: ١] ولم لا حفظتموه في كافله وناصره أبي طالب حتى رويتم فيه في الصحيح عن عدو بني هاشم في الجاهلية والإسلام ما رويتم ولم ترقبوا فيه أولاده وأخويه العباس وحمزة، فإن قلتم بكفر من ذكرنا، قلنا: العلة واحدة وهي مراقبة الخير بعدم ذكر مساوئ قريبه وسواء كان كافراً أو فاسقاً مع أن الله تعالى قد طهر نبيه ÷ وأهل بيته من مداهنة الفسقة وأهل المعاصي من كان.

  وأما قوله: فالأدب أن تحفظ أم حبيبة وهي أم المؤمنين في أخيها، فهلا حفظها رسول الله ÷ حيث لعن الراكب والسائق والقائد⁣(⁣١) وحيث قال: «إذا رأيتم معاوية على منبري فاقتلوه»⁣(⁣٢)، وحيث قال: «لا أشبع الله بطنه»⁣(⁣٣) رواه النسائي، وهلا حفظ رسول الله وأبو بكر وعمر عثمانا في عمه الحكم وابنه مروان حتى قال ÷: «الوزغ بن الوزغ»⁣(⁣٤) فإما قلت: إن النبي ÷ لم يراعِ مقام الأدب ولم يحترم حرمة أحد كفرت بقوله تعالى: {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ}⁣[القلم: ٤] أو سلمت وجوب عداوة الفاسق كائناً من كان وآمنت بقوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَتَوَلَّوْا قَوْمًا غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ}⁣[الممتحنة: ١٣] وغير ذلك، ولم لا حفظتم عائشة أم المؤمنين في أخيها محمد بن أبي بكر بل، تبرأتم منه


(١) حديث لعن الراكب والقائد والسائق رواه البخاري فتح ١٣/ ١١.

(٢) تقدم تخريجه قريباً.

(٣) صحيح مسلم ٤/ ٢٠١٠، تحفة الأحوذي ٤/ ١٢٨، شرح النووي على صحيح مسلم ١٦/ ١٥٢، تأريخ الطبري ٥/ ٦٢٢.

(٤) وتمام الحديث: «الملعون بن الملعون» رواه الحاكم في المستدرك ٤/ ٤٧٩ - ٤٨٢ وقال الحاكم بعد أن سرد الأحاديث في ذم معاوية وحزبه: ليعلم طالب العلم أن هذا باب لم أذكر فيه ثلث ما روي، وإن أول الفتن في هذه الأمة فتنتهم، ولم يسعني فيما بيني وبين الله تعالى أن أخلي كتابي من ذكرهم.