العلم الواصم في الرد على هفوات الروض الباسم،

أحمد بن الحسن القاسمي (المتوفى: 1375 هـ)

[مقدمة المؤلف]

صفحة 56 - الجزء 1

  آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ}⁣[البينة: ٧] فكان أصحاب النبي ÷ إذا أقبل علي قالوا: جاء خير البرية⁣(⁣١).

  وأخرج ابن عدي وابن عساكر عن أبي سعيد مرفوعاً: «علي خير البرية».

  وأخرج ابن عدي عن ابن عباس قال: لما نزلت: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ}⁣[البينة: ٧] قال رسول الله ÷: «هو أنت وشيعتك يا علي راضين مرضيين».

  وأخرج ابن مردويه عن علي # قال: قال لي رسول الله ÷: «ألم تسمع قول الله: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ}⁣[البينة: ٧] أنت وشيعتك، وموعدي وموعدكم الحوض إذا جثت الأمة لحساب»⁣(⁣٢).

  فهذا يقتضي أنه أفضل الصحابة من قريش وغيرهم وأنه أقضاهم، وأنه على الحق لا ينطق إلا به، فأما أحاديث حبه فقد بلغت حد التواتر المعنوي، أخرجها أئمتنا $ والمحدثون عن علي، وابن عباس، وعمر وابنه، وأبي ذر، وسعد بن أبي وقاص، وأبي أيوب الأنصاري، وأبي بردة، وأبي سعيد الخدري، وأبي هريرة، وزيد بن أرقم،


(١) روي عن جابر بن عبد الله ¥ قال: كنا عند النبي ÷ فأقبل عليٌ فقال ÷: «والذي نفسي بيده إن هذا وشيعته لهم الفائزون يوم القيامة» ونزلت: {إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية}⁣[البينة: ٧]، أورد هذه الرواية المحدث والمفسر الحبري في تفسيره ٣٢٨، وللحديث شواهد ومتابعات كثيرة، انظر فتح القدير ٥/ ٤٦٤، والدر المنثور ٦/ ٣٧٩، والبرهان ٤/ ٤٩١، والمناقب للخوارزمي ٦٢، ولسان الميزان ١/ ١٧٥، والصواعق المحرقة ٩٦ وغيرها.

(٢) الدر المنثور ٦/ ٣٧٩.