[معرفة الأخبار ووسائطها]
  ذكر ما يقتضي ذلك في كتابه (هداية المسترشدين) وهو الذي ذكره عالم الزيدية ومصنفهم وعابدهم وفقيههم، عبد الله بن زيد العنسي، ذكره في (الدرر المنظومة) بعبارة محتملة للرواية عن مذهب الزيدية كلهم، وهو الذي أشار إلى ترجيحه أبو طالب في كتاب (جوامع الأدلة) وتوقف فيه في كتاب (المجزي)(١) ... إلخ.
  [المؤلف] أقول: شروط الزيدية معروفة صريحاً، وأما الفلتات والمحتملات فلا ندعي لهم العصمة، وهذه مصنفاتهم منادية على عدم قبول رواية المجهول بل الغالب عليهم جزم [عدم] قبول رواية فاسق التأويل فكيف بالمجهول، ومدعي الغرائب مطالب بالبرهان، وكلام المنصور(٢) مصرح به في (شرح السيلقية) عند ذكر معاوية بن أبي سفيان على أن اختيار المتأخر لا يضر مذهب المتقدم من أئمتنا قرناء الكتاب ورؤساء أولي الألباب.
(١) الروض الباسم ١/ ٢٠، وبالنسبة لقبول رواية المجهول من نفيها فقد تطرقت إليها في كتابي (علوم الحديث) وأوضحت من الأدلة ما يكفي على عدم قبول روايته عند أئمتنا، وتطرقت فيه للجواب عن هذه التبعة وكذلك توسع شيخنا العلامة الحجة مجد الدين المؤيدي حفظه الله في الرد على كلام ابن الوزير هذا. انظر اللوامع ٢/ ٤٢١، ١/ ٣٣٣ - ٣٣٤.
(٢) الإمام المنصور بالله، عبدالله بن حمزة، بن سليمان، بن حمزة بن الحسين. أحد أئمة الزيدية وعظمائها، غزير العلم والمعرفة، واسع الإطلاع، نادرة عصره في الحفظ والذكاء والشجاعة، وغيرها من الصفات النبيلة. ولد سنة (٥٦١ هـ). ودعا إلى الله سنة (٥٨٣ هـ) أولاً، ثم جدد دعوته وعممها سنة (٥٩٤) وأجابه كثير من فضلاء اليمن وقبائلها، له العديد من المؤلفات النافعة في كثير من الفنون منها: (كتاب الشافي)، (المهذب)، (وحديقة الحكمة)، (صفوة الإختيار)، في أصول الفقه، (والعقدالثمين في تبيين أحكام الأئمة الهادين)، وغيرها وتوفي # سنة (٦١٤ هـ) بكوكبان، ودفن بها، ثم نقل إلى بكر ثم إلى ظفار ومشهده بها مشهور مزور.