المسنونات والمندوبات والمستحبات من الصلوات،

القاسم بن أحمد المهدي (معاصر)

مقدمة

صفحة 112 - الجزء 1

  فهي والله خير لك من نومة توهن بدنك ويتكسر لها قلبك، فاستيقظت فزعاً وقد غلبني والله النوم، فأتاني ذلك أو غيره فقال: قم يازياد فلا خير في الدنيا إلا للعابدين، قال: فوثبت فزعاً.

  وفيها: عن الحسن قال: تفقدوا الحلاوة في ثلاث، في الصلاة، وفي القرآن، وفي الذكر فإن وجدتموها فامضوا وأبشروا، فإن لم تجدوها فاعلم أن بابك مغلق.

  وفيها: كان معاذ بن جبل رضي الله تعالى عنه إذا تهجد من الليل قال: اللهم قد نامت العيون، وغارت النجوم، وأنت حي قيوم، اللهم طلبي الجنة بطيء، وهربي من النار ضعيف، اللهم اجعل لي عندك هدى ترده إلي يوم القيامة إنك لاتخلف الميعاد.

  وفيها: عن المغيرة بن حبيب قال: قال عبد الله بن غالب الحداني لما برز إلى العدو: على ما آسى من الدنيا فو الله ما فيها للبيت جذل ووالله لولا محبتي لمباشرة السير بصفحة وجهي، وافتراش الجبهة لك سيدي، والمراوحة بين الأعضاء والكراديس في ظلم الليل رجاء ثوابك، وحلول رضوانك، لقد كنت متمنياً لفراق الدنيا وأهلها، قال: ثم كسر جفن سيفه، ثم تقدم فقاتل حتى قتل، فحمل من المعركة وإن له لرمقاً، فمات دون العسكر، قال: فلما دفن أصابوا من قبره رائحة المسك، قال: فرءاه رجل من إخوانه في منامه، فقال: يا أبا فراس، ما صنعت؟

  قال: خير الصنيع، قال: إلاَمَ صرت؟