مقدمة
  وأنزل على موسى قبل التوراة عشر صحائف وأنزل التوراة والإنجيل والزبور والفرقان».
  قال: قلت: يا رسول الله، فما كانت صحف إبراهيم؟
  قال: «كانت أمثالاً كلها (أيها الملك المسلط المبتلى المغرور فإني لم أبعثك لتجمع الدنيا بعضها إلى بعض، ولكن بعثتك لترد عني دعوة المظلوم فإني لا أردها ولو كانت من كافر)، وكان فيها أمثال (على العاقل مالم يكن مغلوباً على عقله أن تكون له ساعات، ساعة يناجي فيها ربه ø، وساعة يحاسب فيها نفسه، وساعة يفكر فيها في صنع الله ø، وساعة يخلو فيها بحاجته من المطعم والمشرب، وعلى العاقل أن لا يكون ظاعناً إلا لثلاث، تزود لمعاد، أو مرمة لمعاش، أو لذة في غير محرم، وعلى العاقل أن يكون بصيراً بزمانه، مقبلاً على شأنه، حافظاً للسانه، ومن حسب كلامه من عمله قل كلامه إلا فيما يعنيه».
  قلت: يا رسول الله فما كان صحف موسى #؟
  قال: «كانت عبراً كلها، عجبت لمن أيقن بالموت ثم هو يفرح، عجبت لمن أيقن بالنار وهو يضحك، عجبت لمن أيقن بالقدر ثم هو ينصب، عجبت لمن رأى الدنيا وتقلبها بأهلها ثم اطمأن إليها، عجبت لمن أيقن بالحساب غداً ثم لايعمل».
  قلت: يا رسول الله أوصني.
  قال: «أوصيك بتقوى الله فإنه رأس الأمر كله».
  قلت: يا رسول الله زدني.