[سلفنا من رواة الحديث]
  ولا متيسرة، وإنما أردنا التبرك بذلك، والإشارة إلى ما أجملناه في البحث الثاني هنالك، لتطمئن قلوب الخلف اللاحقين، بمعرفة من مضى من سلفهم السابقين، وأكثرهم ممن روى عنهم أهل الكتب الستة أو بعضهم، على مايأتي بيانه إن شاء الله تعالى.
  وأما سلفنا من الصحابة فجميع بني هاشم، وبني المطلب، وكثير من المهاجرين والأنصار، وغيرهم من فضلاء الصحابة الأخيار، وإن اختلفت عاداتهم وطرائقهم لاسيما بعد استقرار الأمر لمن ابتزه، ولم يقع في موضعه ولا طبق محزه.
  فمنهم المسر ومنهم المعلن بمذهبه، وسواء منهم من أسر القول ومن جهر به كجهر الاثني عشر النقباء، الذين صدعوا بالحق عند صرف الأمر عن أهله احتسابا لله وغضبا، وغيرهم ممن هو أشد منهم إنكارا و أكثر عددا وأظهر اشتهارا.
  وقد دونهم العلماء الأخيار ونقلوا عنهم التجرم العظيم والاستنكار، فإليهم في نقل الحديث مستندنا، وعلى معتقدهم في التفضيل والخلافة معتقدنا، ولسنا نقتصر عليهم في قبول الرواية، بل نروي عن المخالفين المتأولين، كما يأتي بيانه إن شاء الله تعالى.
  وأما سلفنا من التابعين ومن بعدهم من حفاظ الأخبار، ونقلة علوم الآثار، ومعدلي حملة العلم النبوي الذي يرجع إلى إجتهادهم في التوثيق والتضعيف، والتصحيح و التزييف، فهم خلف من تقدم من أهل مودة ذوي القربي، التي يرونها