الفلك الدوار في علوم الحديث والآثار،

صارم الدين إبراهيم الوزير (المتوفى: 914 هـ)

[تاريخ جمع الحديث]

صفحة 49 - الجزء 1

[تاريخ جمع الحديث]

  ثم إنه لم يزل العلماء الأعلام من فضلاء أمة محمد # مقبلين على علمي الكتاب والسنة، ومُعْمِلين في نصرهما لسيوف الاحتجاج ومواضي الأسنة، والمتقون منهم البررة، معترفون بالسبق في ذلك لعلماء العترة المطهرة، مغترفون من علومهم الزاخرة، ومقتبسون من أنوار معارفهم الزاهرة، مقدمون لهم في الدراية والرواية، ومستكثرون في النقل عنهم، وصارفون إلى محفوظاتهم العناية.

  ولقد حُكي عن جابر الجعفي، أنه كان يحفظ عن الباقر # ثمانين ألف حديث.

  وعن الحافظ بن عقدة، أنه كان يجيب في ثلاثمائة ألف حديث من حديث أهل البيت وبني هاشم. إلى غير ذلك مما يطول الكلام بذكره.

  وكان المعتمد في زمان الصحابة والتابعين ¤ في تقييد العلم وضبطه هو الحفظ دون الكتابة في الأغلب، فلما تناقص الحفظ اعتمدت الكتابة، فكانت رخصة في أول الأمر ثم صارت عزيمة.