[سلفنا من رواة الحديث]
[سلفنا من رواة الحديث]
  البحث الثاني: في ذكر أسلافنا من أهل الحديث، المعتمد على رواياتهم في الزمن القديم والحديث، من غير أهل البيت $، ليعرف ذلك المغربون، ويظهر كذب مايزعمه الناصبون، وكتب الحديث برواياتهم مشحونة، وجواهر أخبارهم في طبقات الرواة والحفاظ مدونة مخزونة، وهم خلق كثير، وسواد عظيم بالحجاز والعراق واليمن والشام، وكثير من بلاد الإسلام، ومن أحب تحقيق ذلك فليطالع كتب الرجال، وطبقات الحفاظ، وقد يخصهم بالذكر بعض علمائنا، إذا انفردوا بقول في مسألة كالأمير الحسين فإنه يقول في بعض المسائل: وهذا رأي محدثي أصحابنا.
  وقد روى عنهم أصحاب الصحاح كالبخاري ومسلم وغيرهما واعتمدوا على رواياتهم في إثبات الأحكام الشرعية في الحلال والحرام، فيا لله من تعصب يحمل ذوي العقول والحلوم على جهل المعلوم الثابت بشهادة الخصوم للخصوم.
  قال الذهبي في الميزان: «لو تركت روايات ثقات الشيعة لذهب جملة من الآثار النبوية». والحق ماشهدت به الأعداء، ولولا تشغيب أهل الشقاء والتضليل، وغباوة بعض من يصغي إلى ذلك لما احتاج النهار إلى دليل.
  البحث الثالث: في ذكر جماعة من حفاظهم وتسميتهم بأعيانهم، وتعريف طرف من أحوالهم، فأما الإحاطة بهم فهي متعذرة أو متعسرة، وغير ممكنة في حقنا