الفلك الدوار في علوم الحديث والآثار،

صارم الدين إبراهيم الوزير (المتوفى: 914 هـ)

[مراتب الجرح]

صفحة 215 - الجزء 1

  عاصره من غير تلاق أو من غير سماع هو: التدليس، و جمهور من قَبِلَ المرسل يقبله لأنه نوع منه، سواء كان تدليس الإسناد، وهو: أن يروي عن شيخ شيخه مع اسقاطه، أو تدليس الشيوخ وهو أن يسمي من روى عنه بغير اسمه المشهور كأبي عبدالله الحافظ، يعني: الذهبي، تشبيها بالحاكم. فأما تدليس العطف - وهو: أن يعطف على من سمع منه من لم يسمع عنه موهما للسماع منه، نحو: حدثنا فلان وفلان وراء النهر - وتدليس التسوية - وهو: أن يروي الحديث عن ثقة، والثقة يروي عن ضعيف عن ثقة فيسقط الضعيف فيستوي الإسناد كله ثقات - فمردودان.

  ثم الرواة إن اتفقت أسماؤهم وأسماء آبائهم، واختلفت أشخاصهم فهو: «المتفق والمفترق»، وإن اتفقت الأسماء خطاً واختلفت لفظاً فهو: «المؤتلف والمختلف»، وإن اتفقت الأسماء و اختلفت الآباء أو بالعكس فهو «المتشابه».

[مراتب الجرح]

  ومن المهم معرفة أحوالهم جرحاً و تعديلا، والجرح: إرتفاع أحد أركان العدالة، وهي: الإتيان بالواجبات واجتناب كبائر المقبحات ومافيه خَسّة، سواء كان معصية كالتطفيف بحبة، أو مباحاً كالأكل في الطريق، ومراتبه خمس وهي:

  ١ - الوصف بأفعل كأكذب الناس، إليه المنتهى في الكذب، هو ركن الكذب،