الفلك الدوار في علوم الحديث والآثار،

صارم الدين إبراهيم الوزير (المتوفى: 914 هـ)

[الصحيح من الحديث]

صفحة 72 - الجزء 1

  العوام المسافرين من أهل زماننا المتأخرين، فقل من يرجع منهم إلا وقد دخلت عليه بدعة من بدع المخالفين.

[الصحيح من الحديث]

  واعلم أن أكثر من لا يعرف الحديث معرفة محققة يعتقد أن أهل الصحاح قد حصروا الصحيح منه، فما وجد فيها فهو الصحيح، ومالم يوجد فيها فليس بصحيح، وهذا وهم فاسد وقد صرح أهل التحقيق من المحدثين بذلك، وأن الذي يُذكر فيها هو بعض الصحيح عند أهلها وغيرهم.

  وقال السيد الإمام جمال الدين علي بن محمد بن أبي القاسم ¦: الذي ذهب إليه علماؤنا وتجري عليه أصولهم: أن في أخبار هذه الكتب الصحيح والمعلول، والمردود والمقبول، والضابط في ذلك: أن ما صححه أئمتنا من ذلك فهو صحيح، وما ردوه أو طعنوا في رواته فهو مردود لصحة اعتقادهم، وسعة اطلاعهم، وتحريهم في انتقادهم، وقد يعتقد بعض أصحابنا في المحدثين التساهل في قبول الحديث، والمحدثون يعتقدون فيهم مثل ذلك لقبولهم المراسيل، ونقل بعضهم من كتب الحنفية مع قبولهم للمجاهيل، ويتوهمونهم بالأغراب عن كتب الحديث، حتى ادعى صاحب الخارقة المعروف بابن أبي القبائل عبد الرحمن بن منصور