مجموع بلدان اليمن وقبائلها،

محمد بن أحمد الحجري (المتوفى: 1380 هـ)

الجزء الثالث

صفحة 587 - الجزء 3

  العباس بن المكرم فخلفه ابنه زريع على التعكر وباب البر وما يدخل منه وبقي مسعود على ما تحت يده وملك زريع بن العباس الدملوة في سنة ٤٨٠ فلما بعثت السيدة المفضل بن أبي البركات إلى زبيد لينصر منصور بن فاتك بن جياش على عمه عبد الواحد بن جياش كتبت إلى زريع بن العباس وإلى عمه مسعود بن المكرم أن يلقياه إلى زبيد فلقياه وقاتلا معه فقتلا على باب زبيد فانتقل أمر عدن إلى ولديهما أبي السعود بن زريع وأبي الغارات بن مسعود فتغلبا على الحرة أيضا فبعثت إليهما المفضل بن أبي البركات في جيش عظيم فقاتلهما ثم اتفق الأمر على النصف من ذلك فكانا يحملان إليها في كل سنة خمسين ألفا فلما مات المفضل تغلبوا أيضا فبعثت إليهم عم المفضل أسعد بن أبي الفتوح فقاتلهما ثم اتفقوا على ربع الارتفاع فكانوا يحملون إليها في كل سنة خمسة وعشرين ألفا ثم تغلبوا على الربع المذكور بعد ذلك ولم يزل كل واحد منهما على جهته مواليا ابن عمه حتى توفي أبو السعود وولّي جهته ولده سبأ بن أبي السعود صاحب الترجمة ثم توفي أبو الغارات وولّي جهته ولده محمد بن أبي الغارات، ثم توفي محمد بن أبي الغارات وولّي جهته أخوه علي بن أبي الغارات بن مسعود وهو صاحب حصن الخضراء والمتولي على البحر والمدينة وكان للداعي سبأ بن أبي السعود حصن التعكر وباب البر وما يدخل منه وكان له من البر الدملوة وسامع وذبحان وبعض المعافر وبعض الجند وكانت أعماله في الجبل واسعة كثيرة ثم حصل الاختلاف بين الداعي سبأ وابن عمه علي بن أبي الغارات انتهى بخروج الداعي إلى الدملوة، وقدم قائده بلال بن جرير فولاه عدن وأمره أن يفاتح القوم ويحرك القتال بعدن ففعل وكان شهما وجمع الداعي جموعا من همدان ومذحج وخولان وهبط من الدملوة ونازل القوم بوادي لحج وكانت القرية بنا أبة له فنزلها وكانت الرعارع لابن عمه فنزل كل واحد في قريته ثم اقتتلوا. يروى عن الداعي محمد بن سبأ بن أبي السعود أنه قال: كنت يوما في طلائع خيل الداعي سبأ بن أبي السعود فواجهنا علي بن أبي الغارات وعمه منيع بن مسعود ولم تحمل الخيل أفرس منهما يومئذ ولا أشجع فقال لي منيع بن مسعود: يا صبي قل لأبيك يثبت فلا بد الليلة من تقبيل الجشميات اللاتي في مضربه فأخبرت والدي بذلك فركب