معين الطالب في علوم البلاغة،

محمد أمين الضناوي (معاصر)

تمارين تطبيقية

صفحة 58 - الجزء 1

  فيا ليت ما بَيْنِي وَبَيْنَ أَحبَتِي ... من البُعْدِ ما بيني وبين المصائبِ

  والتمنّي في المثل الخامس ممكن، لأن فضل الله واسع، ولكن الحصول على مثل ما أوتي قارون من مال وفير وثروة عظيمة أمر بعيد التحقيق غير مطموع في نيله.

  وللتمني⁣(⁣١) أربع أدوات: واحدة أصلية وهي: «لَيْت» وثلاث تنوب عنها، وهي:

  ١ - هَلْ، مثل: هل مَنْ يُعيرُني جناحه فأطير إلى وطني.

  ٢ - لعلّ، مثل: لعل الله يُحْدِثُ بعد ذلِكَ أَمْراً.

  ٣ - لو، مثل:

  واها⁣(⁣٢) لأيام الصبا وزمانه ... لو كان أسعف بالمُقام قليلا

  القاعدة:

  التَّمَنِّي طَلَبُ أَمْرٍ مَحْبُوبِ لاَ يُرْجَى حُصُولُهُ، إِمَّا لِكَوْنِهِ مُسْتَحيلاً، وَإِمَّا لكونه مُمْكِنَا غَيْرَ مَطْمُوع في نَيْلِهِ. واللفظ الموضوع للتَّمَنِّي لَيْتَ، وقد يتمنى بهَلْ، وَلَوْ، وَلَعَلَّ لِغَرَضِ بَلاغِي.

  إذَا كَانَ الأَمْرُ الْمَحْبُوبُ مِمَّا يُرْجَى حُصُولُهُ كانَ طَلَبُهُ تَرَجياً، ويُعَبِّرُ فِيهِ بِلَعَلَّ أَوْ عَسَى، وقد تُسْتَعْمَلُ فِيهِ لَيْتَ لَغَرَض بلاغي.

تمارين تطبيقية

  ١ - بين ما في الأمثلة الآتية من تمن أو ترج، وعين الأداة في كل مثال:

  أ - قال صريع الغواني:

  واها لأيام الصبا وزمانه ... لَوْ كان أَسْعف بالْمُقَام قليلا

  ب - وقال أبو الطيب:

  فَلَيْتَ هَوَى الأُحِبَّةِ كان عدلاً ... فحمل كل قَلْبِ ما أَطَاقا


(١) لاستعمال هذه الأدوات في التمنّي يُنصَبُ الفعل المضارعُ في جَوابِها.

(٢) واها: كلمة يتعجب بها من طيب الشيء، واها لأيام الصبا: ما أحسنها!