الإمام المنصور بالله # مع المطرفية
  المطلع بطلبها والإطلاع عليها، لعلك أن تشفى من الداء، إن كنت مجانباً للأهواء، وباحثاً عن الحق، وقد ذكر # في معرض جواب له كلاماً عظيماً في شأن الإعتراضات من الجهال وإليك نصه:
  قال الإمام #: ولا يعرف حسن سيرتنا العارفون إلا بعد لحاقنا برب العالمين، يستقبحون ما استحسنوا، ويستحسنون ما استقبحوا من الأعمال، فإن كان ذلك لا بد من كونه قالوا ما قال علي #:
  وا ثكلها قد ثكلته أروعا ... أبيض يحمي السرب أن يفزعا
  وبذلك جرت عادات أهل الأمصار {سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا ٦٢}[الأحزاب]، {فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلًا وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلًا ٤٣}[فاطر].
  حتى قال #: فلو ترك العلماء ما يقضي به العلم مخافة إنكار الجهال أو تقبيحهم لضاعت السنن، واستقبح الحسن، والعلم حاكم على الجهل، ليس الجهل بحاكم على العلماء، ولو ترك الدين لأجل استشناع المستشنعين له لما ظهر دين رب العالمين، فإنه في ابتدائه عنَّفه جميع العالمين، وعنفوا لأجله النبي الأمين صلى الله عليه وعلى آله ا لطيبين وقالوا {إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ ٥}[ص]، {إِنَّ هَذَا لَسِحْرٌ مُبِينٌ ٧٦}[يونس]، {مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي آبَائِنَا الْأَوَّلِينَ ٢٤}[المؤمنون]، فلم يمنعه ذلك من إظهاره وإمضاءه حتى رجعوا إليه. انتهى.
  فلا غرو ولا عجب إذا اعترض عليه بعد مماته، فقد اعترض على الأئمة من قبله ومن بعده، ولنذكر حاله # مع المطرفية بالتفصيل مع الإختصار، فنقول: