ثانيا: نكث البيعة
  وبايعونا بيعة الإخلاص ... مطيع من شاهدنا والعاص
  وقال في قصيدته الرائية:
  جاؤوا إلي كأن الطير فوقهم ... لا يرفعون خشوعاً شاخصي البصر
  فبايعوني اختياراً ضل سعيهم ... في نكث بيعتهم بالغدر والغرر
ثانياً: نكث البيعة
  فلم يمض إلا مدة يسيرة دون ستة أشهر حتى نقضوا عهودهم، ولم يقيموا جمعة ولا جماعة، ومنعوا من تسليم الواجبات والحقوق إلى الإمام، وأخذوا منها، فلم يكن إلا فترة وجيزة حتى أقاموا لهم محتسباً ليعارضوا به الإمام #، وهو العفيف محمد بن مفضل، وكتموا أمرهم فبقي مدة حتى توفي سنة (٥٩٩ هـ)، وفي ذلك ما يقول الإمام المنصور بالله # ذاكراً نكثهم لعهودهم:
  فلم يكن إلا ليال قلة ... ثم استدار أمرهم دور الرحى
  واستبدلوا بالرشد غياً ظاهراً ... وبالجنان المستنيرات لظى
  وقال أيضا:
  حتى إذا ما نأت داري ودارهم ... تدرعوا لشقاقي فروة النمر
  والإمام (#) يلاطفهم ويماليهم ويستلينهم، فلم يزدهم ذلك إلا بعداً ونفاراً، وكان ديدن المطرفية وعادتهم النفاق فإن ظهر الإمام # على الغز جاءوا إليه يشهدون له بالإمامة، وإن انتزح عن البلاد ثبطوا الناس عنه ولم يقوموا بجمعة ولا جماعة، ولا أمر ولا نهي ولا جهاد.