عيون المختار من فنون الأشعار والآثار،

مجد الدين بن محمد المؤيدي (المتوفى: 1428 هـ)

ومن فرائد قصائد والدنا الإمام الهادي لدين الله رب العالمين عز الدين بن الحسن

صفحة 108 - الجزء 1

  أقامت على عذلي تريد إقامتي ... وتركي لجوب فدفداً بعد فدفد

  وأدمعها من كل جفن ذوارف ... لحرّ فراق باتر متوقّدِ

  فقابلتها من همّتي بتصبّر ... على ما اثارت في الحشى وتجلّدِ

  فقلتُ لها يا أحسن الغيد لهجة ... وأجمع أوصاف الملاحة عن يدِ

  أقلي ملامي ليس عذلك نافعاً ... ولا أنا فيما رمتِ مني بمُسْعِدِ

  ألم تعلمي أني امرؤ ليس همّتي ... سوى نشر دين المصطفى الطهر أحمدِ

  أبيت أدير الفكر في طلب العلى ... وأيّ امرئ من هم ذاك مُسْهدِ

  إذا ما أراد الغزو لم يثن عزمه ... حَصَان عليها عقد درّ وعسجدِ

  وليس بنظار إلى عذل عاذل ... ولا حائر من أمره متردّدِ

  وقد علم الرحمن ... مرامي وما أسرره من حسن مقصدِ

  أردتُ انتشار الحق في كل بلدة ... على رغم أنفٍ من عنيد ومعتدِ

  وقطع معاذير الأنام وقولهم ... امام بعيد كيف طاعة مبعد

  ولم أقصد الدنيا ولا نيل ملكها ... ولا جمع مال من طريف⁣(⁣١) ومتلدِ

  نهضتُ بعون الله من أرض يسنم ... وعزمي سناني واتكالي مهنَّدي⁣(⁣٢)

  وأودعتُ أطفالي وأهلي مهيمناً ... ودائعه محمية عن تبددِ

  ولما وصلنا مشهداً فيه مسكن ... به منشأي شرخ الشباب ومولدي⁣(⁣٣)

  أقمنا به سبعاً لنظم قواعد ... وإصلاح أحوال وإنجاز موعد


(١) التالد المال القديم الذي ولد عندك وهو نقيض الطارف. تمت نهاية. من المؤلف #.

(٢) يسنم: بلد في جماعة وأعمال صعدة. تمت من بلدان اليمن وقبائلها.

(٣) هجرة فلله.