بين السيد الإمام الهادي بن إبراهيم الوزير وأخيه محمد
  أبنيَّ إن ناديته لتلطُّفٍ ... وأخيَّ إن ناجيته لتجلّدِ
  مالي أراكَ وأنتَ صفوة سادة ... طابت شمائلهم لطيب المحْتَدِ(١)
  تمتاز عنهم في مآخذ علمهم ... وهم الذين علومهم تروي الصدي
  أخذوا مباني علمهم وأصولهم ... عن أهلهم عن سيِّدٍ عن سَيِّدِ
  سند عن الهادي وعن آبائه ... لا عن حديث مسدّد بن مسرهدِ(٢)
  سند عن الآباء والأجداد في ... أحكامهم وفنونهم والمفردِ
  وكذاك في التجريد والتحرير والتـ ... ـعليق والمجموع ثم المرشد
  لهمُ من التصنيف ألْفُ مصنَّفٍ ... ما بين عِلْم سابق ومجددِ
  قد قلتَ في الأبيات قولاً صادقاً ... ولقد صدقتَ وكنتَ غير مفنَّدِ
  هم باب حطة والسفينة والهدى ... فيهم وهم للظالمين بمرصد
  وهم الأمان لكل من تحت السما ... وجزاء أحمد ودّهم فتودَّدِ
  والقومُ والقرآنُ فاعْرِفْ قدرَهم ... ثقلان للثقلين نصّ محمدِ
  وكفى لهم شرفاً ومجداً باذخاً ... شَرْعُ الصلاة لهم بكل تشهّدِ
  هذا مقالكُ في القصيد وإنه ... محض الصواب وعصمة المسترشدِ
  فأتمَّ قولك بالمصير إليهمُ ... في كل قول يا محمد تهْتدي
  فهم الأمان كما ذكرت ونهجهم ... نهج البلوغ إلى تمام المقصد
  ما لي أراكَ تقول فيهم هكذا ... وبغير مذهبهم تدين وتَقْتَدِي
(١) أي الأصل.
(٢) مسدد من رجال العدل، عدّه المنصور بالله # منهم، وإنما قصد التمثيل وللقافية؛ كما قال الصاحب:
أيّها القاضي بقم ... قدْ عَزَلْناكَ فَقُمْ
فقال القاضي: والله ما عزلني إلا السجعة!