عيون المختار من فنون الأشعار والآثار،

مجد الدين بن محمد المؤيدي (المتوفى: 1428 هـ)

[قصيدة القاضي إسماعيل بن محمد بن أبي بكر المقري]

صفحة 130 - الجزء 1

[قصيدة القاضي إسماعيل بن محمد بن أبي بكر المقري]

  ومما يَحْسُنُ رسمه في هذا المحلّ قصيدة القاضي شرف الدين إسماعيل بن محمد بن أبي بكر المقري، المتضمِّنة للحِكَم البليغة التي تشفّعَ بها إلى الشريف الحسن بن عجلان سنة (٨٠٧ هـ).

  وقد ذكرها المؤرخ العلامة عبدالملك بن حسين بن عبدالملك العصامي المكي المتوفى سنة (١١١١ هـ) في الجزء الرابع من سمْط النجوم العوالي في أخبار الأوائل والتوالي، وما نقلناه أصحّ.

  قال: كان الملك الناصر أحمد بن إسماعيل الغسّاني - صاحب اليمن - تشفّع إلى الشريف حسن بن عجلان سنة سبع وثمانمائة في ترك التشويش على موسى صاحب حَلي، وحثّه على الموافقة على ذلك القاضي شرف الدين إسماعيل بن أبي بكر المقري بقصيدته النونية، وهي:

  أحْسَنْتَ في تدبير أمركَ يا حَسَنْ ... وأجدْتَ في تحليل أخلاط الفَتَنْ

  ماكنتَ بالنزقِ العجولِ إلى الأذى ... عند النزاعِ ولا الضعيف أخا الوهنْ

  تُمسي ورأيكَ عن هواكَ مُعَوَّقٌ ... والغيرُ مُلْقٍ في يد الأهوا الرسنْ

  داءُ الرياسة في متابعة الهوى ... ودواؤُها في الدفع بالقولِ الحسنْ

  وإذا الفتى استقصى لنصرة نفسه ... قَلَبَ الصديق لحربه ظَهْرَ المجنْ

  لا تصغِ إنْ شَرٌ دعا فالشرُّ إن ... تنهض له ينهض وإنْ تسكنْ سَكَنْ

  وسديد رأي لا يحرِّك فتنة ... سكَنَتْ وإنْ حَرَّكْنَهُ⁣(⁣١) الفتنُ اطمأنْ


(١) في الأصل: حرَّكنه - بالنون - وهو على لغة أكلوه البراغيث، ولو قال: وإنْ فِتَنٌ تُحَرِّكُه اطْمَأن. =