عيون المختار من فنون الأشعار والآثار،

مجد الدين بن محمد المؤيدي (المتوفى: 1428 هـ)

[قصيدة القاضي إسماعيل بن محمد بن أبي بكر المقري]

صفحة 131 - الجزء 1

  ردُّ العدوّ إلى الصداقةِ حكمةٌ ... صَفَّتْ من الأكدارِ عيشَ ذوي الفطنْ

  بالسيف والإحسان تقتنص العلى ... وحصولها بهما جميعاً مُرْتَهنْ

  لا خير في مِنَنٍ ولا سيفٌ لها ... ماضٍ ولا في السيف ليس له مننْ

  في السيف جور فاجتنب تحكيمه ... مالم يُضَعْ أَمْرُ المهيمن أو يُهَنْ

  أما حلي فإن خوفك لم يدع ... أهلا بها للزائرين ولا وطنْ

  أجْلَيتهم عنها وجسمك وادع ... في مكةٍ لم يحوجوك إلى ظعنْ

  تركوا لك الأوطان غير مدافع ... وتعلّقوا بذرى الشوامخ والقُنَنْ⁣(⁣١)

  حفظوا نفوساً بالفرار أظلّها ... سيف على الأرواح ليس بمؤتمن

  ولحفظها بالفرّ أكبر شاهد ... لك بالعلى فلم التأسّف والحزَنْ

  فاغمد سيوفك رغبةً لا رهبةً ... ما في قتيل فرَّ مرعوباً سمنْ

  أكرمْ سيوفَكَ عن دماء طرادها ... فالحرُّ يُكرم سيفَه أن يُمْتَهَنْ

  قد كان لا يرضى يخط بسيفه ... في ظهر من ولى أبوك أبو الحسنْ

  وقد اقتدرتَ وباقتدار ذوي النهى ... تنفك أحقاد الضغائن والإِحَنْ

  موسى هِزَبْر لا يطاق نزاله ... في الحرب لكن أين موسى من حسنْ

  هذاكَ في يمن وما سَلِمت له ... يمنٌ وذا في الشام لم يدع اليمنْ

  فانظر إلى موسى وقد وَلِعَتْ به ... لما سَخِطت عليه أحداث الزمنْ

  ذاق المرار لفوته أوطانه ... فَقِهِ مرارة فرقة الروح البدنْ

  لو شئتَ وهو عليك سهلٌ هيِّنٌ ... لجمعت بين الجفن منه والوسنْ

  بِعْ منه مهجته وخذ ما عنده ... ثمناً يكن منك المثمَّن والثمنْ


= لاستقام من غير جمع بين فاعلين وبالله التوفيق. من المؤلف #.

(١) القن - بالضم -: الجبل الصغير. انتهى ق.