عيون المختار من فنون الأشعار والآثار،

مجد الدين بن محمد المؤيدي (المتوفى: 1428 هـ)

ترجمة الكميت بن زيد الأسدي

صفحة 189 - الجزء 1

  فكانت المرأة تبعث بما أمكنها حتى إنها لتخلع الحليّ عن جسدها، فاجتمع من الدنانير والدراهم ما قيمته مائة ألف درهم، فقال: يا أبا المستهل أتيناك بجهد المقلّ، ونحن في دولة عدوّنا. فقال: بأبي أنتم وأمي قد أكثرتم وطبتم، وما أردتُ بمدحي إياكم إلا الله ورسوله ولم أكُ لآخذ بذلك ثمناً من الدنيا فارْدُدْهُ إلى أهله، فجهد به عبدالله أن يأخذه بكل حيلة فأبى، فابتدأ الكميت وقال قصيدته التي يذكر فيها مناقب قومه من مضر بن نزار بن معد وربيعة وأياد وأنمار أبناء نزار، أولها:

  ألا حُيِّيتِ عنَّا يا مَدِيْنَا ... وهل ناسٌ تقول مُسَلِّمِيْنَا

  إلى قوله:

  لنا قمر السماء وكل نجم ... تشير إليه أيدي المهتدينا

  رأيت الله إذ سَمَّى نزاراً ... وأسْكَنَهم ببكة قاطنينا

  إلى آخرها، أفاده في مروج الذهب.

  وقال في سير أعلام النبلاء الجزء الخامس ص ٣٨٨: الكميت بن زيد الكوفي أقدم شعراء وقته، قيل: بلغ شعره خمسة آلاف بيت، روى عن الفرزدق وأبي جعفر الباقر.

  إلى قوله: قال أبو عبيدة: لو لم يكن لبني أسد إلا الكميت لكفاهم، حَبَّبهم إلى الناس، وأبقى لهم ذكراً.

  وقال أبو عكرمة الضبي: لولا شعر الكميت لم يكن للغة ترجمان ولا للبيان لسان، مدح علي بن الحسين فأعطاه من عنده من بني هاشم أربعمائة ألف ... إلخ كلامه.