[من قصائد كافي الكفاة الصاحب بن عباد]
  قال: رأيتُ في المنام قائلا يقول لي: لِمَ لَمْ ترْثِ الصاحب مع فضلك وشعرك؟ فقلت: ألجمتني كثرةُ محاسنه فلم أدْرِ بما أبدأ.
  فقال: أَجِزْ:
  ثوى الجود والكافي معاً في حفيرة
  فقلت: ليأنس كل منهما بأخيه
  فقال: هما اصطحبا حيّين ثم تعانقا
  فقلت: ضَجِيعَيْن في لحدٍ بباب دريه
  فقال: إذا ارتحل الناءون(١) عن مستقرّهم
  فقلت: أقاما إلى يوم القيامة فيه
  قال: باب دريه: محلّة عند باب أصفهان، انتهى كلام المطلع.
  وذكر المنصور بالله # في الشافي قصائد، قال: فمنها في العدل والتوحيد:
  حمداً لربّ جلّ عن نديد ... وجلّ عن قبائح العبيد
  وساق فيها إلى قوله:
  وخير هذا الخلق بعد المصطفى ... وصيّه أزكى وصي عرفا
  ومنها:
  كم كربة عن وجهه قد كَشَفا ... كم غمَّة عن نفسه قد صرفا
(١) في كتاب تاريخ الإسلام: الثاوون.