عيون المختار من فنون الأشعار والآثار،

مجد الدين بن محمد المؤيدي (المتوفى: 1428 هـ)

[من قصائد كافي الكفاة الصاحب بن عباد]

صفحة 204 - الجزء 1

  قال: رأيتُ في المنام قائلا يقول لي: لِمَ لَمْ ترْثِ الصاحب مع فضلك وشعرك؟ فقلت: ألجمتني كثرةُ محاسنه فلم أدْرِ بما أبدأ.

  فقال: أَجِزْ:

  ثوى الجود والكافي معاً في حفيرة

  فقلت: ليأنس كل منهما بأخيه

  فقال: هما اصطحبا حيّين ثم تعانقا

  فقلت: ضَجِيعَيْن في لحدٍ بباب دريه

  فقال: إذا ارتحل الناءون⁣(⁣١) عن مستقرّهم

  فقلت: أقاما إلى يوم القيامة فيه

  قال: باب دريه: محلّة عند باب أصفهان، انتهى كلام المطلع.

  وذكر المنصور بالله # في الشافي قصائد، قال: فمنها في العدل والتوحيد:

  حمداً لربّ جلّ عن نديد ... وجلّ عن قبائح العبيد

  وساق فيها إلى قوله:

  وخير هذا الخلق بعد المصطفى ... وصيّه أزكى وصي عرفا

  ومنها:

  كم كربة عن وجهه قد كَشَفا ... كم غمَّة عن نفسه قد صرفا


(١) في كتاب تاريخ الإسلام: الثاوون.