[مكانة المؤلف # العلمية وبعض أحواله]
  الرَّوابِطِ والْمُلَابَسَاتِ والانْطِبَاعَاتِ بغيرِ الْمَنَاهِجِ الإلهِيَّةِ، والقِيَمِ الفَاضِلَةِ الزَّكِيَّةِ، ولِذَلِكَ اسْتَطَاعَتْ أنْ تَتَخَلّى عن الخطِّ النَّفْسِي، والاتّجاهِ العُنْصُرِيّ، والخُلُقِ التَّقْلِيْدِيّ، والجَبَرُوتِ التَّغَطْرُسِيّ، وقَضَتْ على جَمِيْعِ العَقَباتِ والحَوَائِلِ دُوْنَ أَدَاءِ أَمَانَتِها الكُبْرَى ورِسَالَتِها العُظْمَى، وهِيَ الدَّعْوَةُ إلى الله وَرَسُوْلِهِ، والتَّمَشّي مع هَدْي الإسْلامِ، وهذا هو الاسْتِعْلاءُ الحَقِيْقِيُّ الدَّائِمُ القَائِمُ، {سُنَّةَ الله فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ الله تَبْدِيلًا ٦٢}[الأحزاب: ٦٢]، «إنِّي تَارِكٌ فيكُمْ ما إِنْ تَمَسَّكْتُمْ به لَن تَضِلُّوا من بَعْدِي أبَداً كتابَ الله وَعِتْرَتي أَهْلَ بيتِي إن اللطِيْفَ الخبِيْرَ نبَّأَني أنَّهما لن يَفْتَرِقا حتى يَرِدَا عليَّ الحَوْضَ»، «اللهمَّ بَلى لا تخْلُو الأَرْضُ من قَائِمٍ لله بِحُجَّةٍ»، صَدَقَ الله وصَدَقَ رسولُه، وصَدَقَ وَلِيُّهُ.
  والإمام الحجَّة/ مَجْدُالدِّينِ بنُ محمَّد المؤيَّدي # مِنْ مِصْدَاق واقِعِ هذه الأدِلّة الصادِقَةِ في عَصْرِنا، فَهُوَ مَنْ جَمَعَ الله به الفَوَاضِلَ والفَضَائِلَ، ورَأَبَ به صَدَعْ المائِلِ، وثبَّتَ عُرَى القَواعِدِ والدّلائِلِ، المجْتَهدُ الجَهْبَذُ الفَطَاحِلُ، عَالِمُ العَالَمِ الوَحِيْدُ، والنَّاقِدُ الثَّبْتُ المُسَدَّدُ الرّشِيْدُ، ربَّاني العِتْرَةِ وحَافِظُها، ونِحْرِيْرُها وحَجَّتُها، الإمامُ المجَدِّدُ لتراثِ آلِ الرَّسُولِ، والقَامُوْسُ المحِيْطُ بِعِلْمَيْ المعْقُولِ والمنْقُولِ، أَمْتَعَ الله بِدَوَامِ بَقَائِهِ الدِّينَ والْمُسْلِمِيْنَ، وَرَفَعَ مَنْزِلَهُ مع الأنْبِيَاءِ والمرْسَلِيْنَ.
  إلى قوله |: فشبَّ الإمامُ مجدالدين المؤيدي # بينَ هذِه الأُسْرَةِ الكريمة، وعليه رَقَابَةُ عَيْنِ العِنَايةِ القُدْسِيَّة، وتوجِيْهَاتُ العَوَاطِفِ الرَّوْحَانِيَّة الأبويّة، فَدَرَجَ بينَ أَحْضَانِ البيئةِ العربيةِ، والترْبِيَةِ الهاشِميّة العَلَوِيّة، يَتَلَقّى المواهِبَ الفِطْرِيَّةَ السَّنِيَّةَ، وفُتُوحَات الطّمُوْح إلى المعالي والعَبْقَريّة، فَصَفَتْ سَرِيْرَتُه،