عيون المختار من فنون الأشعار والآثار،

مجد الدين بن محمد المؤيدي (المتوفى: 1428 هـ)

[قصة تسليم ملك اليمن أبي العتاهية للإمام الهادي #]

صفحة 68 - الجزء 1

  إلى آخرها وهي كبرى رائعة، لم يُسْعِد الوقتُ بنقل زيادةٍ على هذا، ولا قوة إلا بالله وهي موجودة في السيرة كما سبق، والحمد لله وحده.

[قصة تسليم ملك اليمن أبي العتاهية للإمام الهادي #]

  حكى في سيرة الإمام الهادي إلى الحق # صفة الاتفاق بينه وبين أبي العتاهية المذحجي ملك اليمن في عصره رضي الله تعالى عنه حين كان منه التسليم للإمام الهادي إلى الحق # والتخلِّي من الملك امتثالاً لأمر الله تعالى، وقد أكرمه الله تعالى بعد ذلك بالشهادة بين يدي إمام الحق الهادي لدين الله سلام الله عليهم ورضوانه، فهو من الذين آثروا الملك الكبير الباقي على الملك الحقير الفاني، وكأن عدي بن زيد ينظرُ إليه حيث قال:

  وتأمل رب الخورنق إذ اشـ ... ـرف يوماً وللهدى تفكيرُ

  إلى قوله:

  فارعوى قلبه وقال وما لذَّ ... ة عيش إلى النفاد يصيرُ

  نعم، قال في السيرة ما لفظه: وكان أصحاب الهادي # شبيهاً من مائة وخمسين فارساً؛ وشبيهاً من ستمائة راجل؛ فأتى يزيد بن علي الشاكري ورجل خثعمي يقال له أبو رفاعة، فقالا: يا ابن رسول الله إنا نراك قد عزمت على حرب هذا الرجل، وليس معك عسكر، وقد يذكر أن مع هذا الرجل عسكراً عظيماً. فقال لهم: أبشروا فإنه سيلقاني، فإن سلَّم إلي هذا الأمر وإلا ضربتُ عنقه، وأنتم داخلون صنعاء غداً إن شاء الله تعالى ومصلُّون فيها الجمعة بحول الله وقوّته، ثم أمر الطبريين أن يكونوا بين يدي العسكر، وكان مع علي بن محمد