القول السديد شرح منظومة هداية الرشيد،

الحسين بن يحيى بن محمد (المتوفى: 1435 هـ)

تقريظ المولى الحجة محمد بن عبدالله عوض حفظه الله

صفحة 12 - الجزء 1

تقريظ المولى الحجة محمد بن عبدالله عوض حفظه الله

  

  والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله الطاهرين، وبعد:

  فقد طالعت هذا الكتاب الكريم بتأملٍ وتحرٍّ فرضي الله تعالى عن مؤلفه وجزاه عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء، ورحمة الله عليه وبركاته - فوجدته من أحسن ما أُلِّفَ في موضوعه، ومما زاد في حسنه أن مؤلفه رحمة الله عليه ركز على توضيح ما قد يشكل من المسائل وعلى تبيين ما استبهم منها في كتب السابقين، وأخرج ذلك بلغة سهلة مناسبة لِدَرَسَةِ الزمن الحاضر، ليس فيه تعقيد ولا غموض.

  ومما يزيد في حسنه وجماله أن مؤلفه رحمة الله عليه وبركاته رأس الزيدية الناصح الشفيق الذي يحق أن يُخاطَب بعد النبي ÷ بقوله تعالى: {فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا ٦}⁣[الكهف]، وذلك لما كنا نراه عليه من التأوُّه والتحزُّن والتحسُّر لابتعاد الناس عن الدين وإعراضهم عن الحق، وقد أبان رحمة الله عليه عما في صدره من النصيحة والشفقة في أوائل هذا الكتاب وفي أثنائه وخلطها بمواضيعه.

  ولعظيم شفقته وكبير نصحه جرد نفسه للعمل في الإرشاد للناس ودعوتهم إلى طريق نجاتهم وسعادتهم في الدنيا والآخرة، وجد واجتهد في هذا السبيل وتحمل المشاق، وتجاوز بهمته الشدائد واكتسح المصاعب، فأنجح الله عمله وبلغه أمله، فلم يمت رحمة الله عليه إلا وقد انتشر الإرشاد في جميع محافظات الزيدية، كل ذلك حصل بعمله من بدايته إلى نهايته، محتسباً في ذلك الأجر والثواب من الله، لا يطلب بعمله حظاً من حظوظ الدنيا ولا يأمله ولا يرجوه، ولم يكن ينظر إلا إلى عظمة الله وجلاله وثوابه وعقابه وأمره ونهيه، فرحمة الله عليه وبركاته وجزاه الله خير الجزاء، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله الطاهرين.

  محمد بن عبدالله عوض

  ١١/ محرم ١٤٣٨ هـ