هداية الرشيد إلى معرفة العدل والتوحيد
هداية الرشيد إلى معرفة العدل والتوحيد
  
  الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين، وآله الطيبين الطاهرين:
  ١ - الحمدُ للهِ في بدءِ النِّظَامِ وفي ... خَتْمِ المقالاتِ، لا يُحْصَى لَهُ عَدَدُ
  ٢ - ولا لَهُ أَمَدٌ تُنْهِيهِ غَايتُهُ ... ولا تُحِيطُ بِهِ الأَقلامُ والمددُ
  ٣ - وهو الذي خلق الأشيا وأبدعها ... ولا يشاركه في خلقها أحد
  ٤ - ولا لَهُ خَالِقٌ رَبٌّ فيعبدهُ ... ولا له أَوَّلٌ حقًّا، ولا أمدُ
  ٥ - وليس جسماً له جرم ولا عرضا ... وليس نوعاً ولا جنساً له عدد
  ٦ - وَلا يُشَابِهُهُ شَيءٌ، وَلَيْسَ لَهُ ... أُمٌّ وصَاحبةٌ، كلا ولا وَلدُ
  ٧ - تباً لمن قال إنَّ الطبعَ أحدثها ... أو غيرَهُ، ولصنع اللهِ قد جَحَدوا
  ٨ - ففي تَنُّوعِهَا أيضاً وحِكْمَتِهَا ... إبطالُ ما زعموا فيها وما اعتقدوا
  ٩ - فهل جمادٌ لهذا الكونِ يُحْدِثُهُ؟! ... لو حاول العقلاءُ الدهر واجتهدوا
  ١٠ - مع اجتماعِهمو في خَلْقِ خردلةٍ ... أو ذَرَّةٍ ما أَطاقوه، وإنْ جَهِدوا
  ١١ - أَحَاطَ عِلْمَاً بِكُلِّ الكائناتِ فَلا ... يُحْتَاجُ في حِفْظِهَا رَقْمٌ ولا رَصَدُ
  ١٢ - وَمُبْصِرٌ في الدَّياجي كُلَّ خافيةٍ ... لا يَعْتريه الْعَمَى عنها، ولا الرمدُ
  ١٣ - لأنَّه خَلَقَ الأَشياءَ مُحْكَمةً ... وفي عجائبها التَّبْيِينُ والرَّشَدُ
  ١٤ - وَعَالِمٌ بِكِلامِ الْخَلْقِ أَجْمَعِهِم ... وما أرادوا به أيضاً، وما قصدوا
  ١٥ - لأنَّه خَالِقٌ للنُّطْقِ آلَتَهُ ... وليس أصواتُهَا في النُّطْقِ تَتَّحِدُ
  ١٦ - ولا لَهُ آلةٌ مِنْ غَيْرِهِ خُلِقَتْ ... حتى يَكونَ لِمَسْمُوعَاتِهِ عَدَدُ
  ١٧ - والْمُمْكِناتُ جميعاً تحتَ قُدْرتِهِ ... ولا يَلمُّ بِهِ كَدٌّ ولا نَكَدُ