[تنزيه الله سبحانه وتعالى عن أفعال العباد، ونسبتها إليهم]
  أنه يصح الزيادة والنقصان في العمر، وكذا قوله تعالى: {وَأَمَّا الْغُلاَمُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَن يُرْهِقَهُمَا طُغْيَاناً وَكُفْراً}[الكهف: ٨٠]، فدلت على أنه قتله لئلا يرهق أبويه طغياناً وكفراً، وأنه لو لم يقتل في ذلك الوقت لطال عمره.
  وفي الحديث عنه ÷: «إن الرجل ليصل رحمه وقد بقي من عمره ثلاثُ سنين، فيجعلها الله ثلاثاً وثلاثين سنةً، وإنَّ الرجل ليقطع رحمه وقد بقي من عمره ثلاثٌ وثلاثون، فيجعلها الله ثلاثاً»(١)، وفي حديث آخر: «بر الوالدين، وصلة الرحم زيادةٌ في الرزق، ومَنْسَأَةٌ في العمر»، وفي حديث آخر: «من أحب أن يملى له في عمره، ويبسطَ له في رزقه، ويستجابَ له الدعاء، ويدفعَ عنه ميتةُ السوء، فليطع أبويه في طاعة الله ø، وليصل رحمه ..»(٢) الخ.
  وفي حديث آخر: «من يضمن لي واحدة أضمن له أربعاً، من يصل رحمه فَيُحِبَّهُ أهلُه، ويَكثُرَ مالُه، ويطولَ عُمُرُه، ويدخلَ جنة ربه»(٣).
[تنزيه الله سبحانه وتعالى عن أفعال العباد، ونسبتها إليهم]
  ٣٠ - منزهٌ ربنا عن كلِّ منقصةٍ ... فالمذنبون همو للشَّيْنِ قد قصدوُا
  ٣١ - وكلُّ مَنقَصَةٍ منا ومرذلةٍ ... فالعبد إن حَدَثَتْ بالفعل ينفرِدُ
  قد ذكرنا في هذين البيتين مسألتين:
  المسألة الأولى: تنزيه الله عن كل القبائح، وقد أوضحنا الأدلة على تنزيه الله عنها فيما مر، وبما لا مزيد عليه.
(١) درر الأحاديث النبوية بالأسانيد اليحيوية (ط ١ - ص ٤٢) منشورات مؤسسة الإمام زيد، ورواه الإمام المرشد بالله (ع) في الأمالي (٢/ ١٢٦) بسنده إلى الحسن بن علي (ع) والإمام أحمد بن عيسى (ع) في الأمالي (٢/ ٤٣٠).
(٢) درر الأحاديث (ط ١ - ص ٤١). رواه الإمام أحمد بن عيسى (ع) في الأمالي (٢/ ٤٢٨).
(٣) المختار من صحيح الأحاديث والآثار - (ج ١ / ص ٩٥٢) درر الأحاديث النبوية بالأسانيد اليحيوية - (ج ١ / ص ٤٧) الحقوق - (ج ١ / ص ٧٢) الموا عظ الشافية - (ج ١/ص ٦) رواه الإمام أحمد بن عيسى (ع) في الأمالي (٢/ ٤٣٠).