القول السديد شرح منظومة هداية الرشيد،

الحسين بن يحيى بن محمد (المتوفى: 1435 هـ)

[الإمامة]

صفحة 114 - الجزء 1

[الإمامة]

[الإمامة]

  ٤١ - واستخلف المصطفى في الخلق عترته ... مع الكتاب ففي نهجيهما الرشدُ

  ٤٢ - وقال: من كنت مولاه فإن أخي ... أعني: عليًّا له مولى فيعتمد

  ٤٣ - ولم نرَ أبدًا نصًّا لغيرهم ... ولا دليلاً وإن راموه لم يجدوا

  لا بد من إمام ينصبه الله تعالى لنا، ويبينه بعد النبيء ÷، وخليفة ينوب عنه لتنفيذ شريعته كلها لفصل القضاء، وليعطي كل ذي حقه حقه من المواريث وغيرها، ولينصف المظلوم، ويمنع الظالم عن ظلمه، وليقيم الحدود والقصاص والجهاد، ويؤمن السبل، ويحفظ بيضة الإسلام، ويأمر بالمعروف، وينهى عن المنكر، ويسد الثغور، ويصلح العباد والبلاد؛ وإلا كان إهمالًا وإفسادًا، والله عدل حكيم، لا يجوز عليه ذلك، ولا يمكن أن يتركنا في تيه وعمى وحيرة.

  فإذا عرفت هذا، فالاختيار فيه وله إلى الله تعالى؛ لوجوه:

  الأول: هذا الذي قدمنا.

  الثاني: أن الإمامة والولاية خلافة النبوءة، والاختيار في النبوءة إلى الله: {اللّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَاتِهِ}⁣[الأنعام ١٢٤]، {اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلَائِكَةِ رُسُلاً وَمِنَ النَّاسِ}⁣[الحج ٧٥]، {أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَةَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُم مَّعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا}⁣[الزخرف ٣٢]، {وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ}⁣[القصص ٦٨]، فكذا الخلافة كما قال تعالى في داوود #: {يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ}⁣[ص ٢٦].

  الثالث: أن المقصود بذلك: تنفيذ الشريعة كما وصفنا، والله هو الذي يعلم من يصلح لذلك، وقد يختار غيره من لا يصلح؛ ولذلك قال في النبوءة: {اللّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَاتِهِ}، {اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلَائِكَةِ رُسُلاً وَمِنَ النَّاسِ}؛ ولا يخلو الاصطفاء والاختيار: