[بحث في الزمان والمكان]
[بحث في الزمان والمكان]
  هذا، والزمان والمكان ظرفا الكائنات؛ لإحاطتهما بهما، واشتمالهما عليهما.
  وإحاطة الزمان بالكائنات معنوي، لا يبعد أن يكون أمراً اعتبارياً، كنسبة الملكية إلى المالك، والبنوة إلى الابن، والأبوة، والأخوة، والزوجية؛ لأنَّه عبارة عن مقدار الوجود، والحياة، والملكية، والزوجية، والبقاء، والعدم أيضاً ابتداءً، وانتهاءً كالعدد، والذرع، والوزن سواءً سواء.
  وطلوع الشمس وغروبها، ونقصان الأهلة، وزيادتها لمعرفة ذلك المقدار، ولا يبعد أن يكون نفس الطلوع والغروب، ونقصان الأهلة، وزيادتها، فيكون عرضاً، وقد قيل: إنه حركة الأفلاك، والمعنيان متقاربان، كما أن الوزن وضع الوزنة في الكفة، والموزون في الكفة الأخرى، والذرع مد الحبل.
  وأما المكان فهو الهواء، واشتماله على الأجسام حسي، وهو جسم لطيف، وفي إطلاق الظرفية على بعض الأجسام الكثيفة تسامح، إذا لم تكن محيطة بجميع الجهات الست.
  ومحل الهواء الفراغ، ولا يحتاج الفراغ إلى فراغ، للزوم التسلسل، ولأنه شبه العدم، ولا يحتاج العدم إلى محل، والإخلال بمعرفتهما لا يضر، فلسنا مكلفين بمعرفة ذلك.
[بحث في اتفاق أسلافنا وأئمتنا الزيدية في أصول الدين]
  هذا، واعلم أن أئمتنا وأسلافنا الزيدية سلام الله عليهم متفقون في أصول الدين، في العدل، والتوحيد، والإمامة، ووجوب الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، متى تكاملت شروطهما، والمنزلة بين المنزلتين، والوعد والوعيد لفظاً، ومعنى.
  وقد يختلفون في تفاصيل لا يضر الاختلاف فيها، بل قد لا يعد اختلافاً، كما في مثل مسألة سميع، بصير، فإنهم متفقون على أنها ليست بحقيقة، وإنما اختلفوا في وجه التجوز، فالاختلاف إذاً في أمر لغوي، لا أصولي، ولا فرعي.