مقدمة
مقدمة
  
  الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد الأمين وعلى آله الطاهرين، رب يسر وأعن يا كريم، واجعل أعمالنا خالصة لوجهك الكريم، متقبلة مذخورة ليوم الدين، وبعد:
  فإني وضعتُ منظومةً في العدل والتوحيد، سميتُها: (هداية الرشيد إلى معرفة العدل والتوحيد)، فألحّ عليَّ بعضُ الراغبين في شرحها شرحاً مبسطاً، يستفيد منه القاصر والكامل، والقاصي والداني، فأجبتهم مستعيناً بالله، ومتوكلاً على الله، رغبة في تقديسه وتعظيمه، وتنْزيهه عن النقائص والرذائل وتسبيحه، متوسلاً بها إلى الله، أن يؤمنني يوم الفزع الأكبر، وأن يصرفني بها عن الفحشاء والمنكر، ولذكر الله أكبر.
  فأوّل ما نقول: اعلم أيها الطالب للمراتب العالية الرفيعة، والتجارة الدائمة الرابحة، والهارب من الخسارة التي لا يشبهها خسارة، من الخسران الذي لا يستطيع أحد أن يعرف تقدير مقداره، ألا وهو الخلود في النار أعاذنا الله تعالى منها والمؤمنين، التي يقول الله ø في وصفها: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَاراً كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُوداً غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ}[النساء: ٥٦]، ويقول: {يُرِيدُونَ أَن يَخْرُجُوا مِنَ النَّارِ وَمَا هُم بِخَارِجِينَ مِنْهَا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُّقِيمٌ}[المائدة: ٣٧]، {وَإِذَا أُلْقُوا مِنْهَا مَكَاناً ضَيِّقاً مُقَرَّنِينَ دَعَوْا هُنَالِكَ ثُبُوراً}[الفرقان: ١٣].
  واللهِ الذي لا إله إلا هو إن الفوز بالجنة بأكملها، وآلاف جنات مثلها لا يساوي الفوز بالنجاة من هذه النار التي قد جمعت جميع أنواع الشدائد