مقدمة
  وكذا ما وقع لكثير منهم، ومن شيعتهم من الكرامات: من استجابة دعائهم، ومن الروائح الطيبة الصاعدة من قبورهم، والأنوار التي تهبط على قبورهم، وكرامات كثيرة، بعضها كالمعجزات، وهذه مما تزيد الأدلة تأييداً.
  ومن أراد الاطِّلاع على ما ورد فيهم عن النبي ÷؛ فليطالع لوامع الأنوار لمولانا وسيِّدنا مجد الدين بن محمد بن منصور المؤيدي حفظه الله تعالى؛ فإنه يجد فيها ما لا يبقى له بعده شكّ ولا ريب.
  فإن قيل: أهل البيت قد تفرقوا في البلدان، واختلفوا اختلافاً كثيراً، ويقرب أن قد ذهب إلى كلِّ مذهب منهم طائفة، ولا يمكن أن يكونوا كلُّهم على حق مع تناقض أقوالهم، وتباين مذاهبهم، فما المخرج؟! وكيف يَعْرفُ الحقّ من يريده؟!
  فالجواب وبالله تعالى التوفيق: أنه يُعرف الحق بإجماعهم في أيِّ عصر، وقد كانوا في الزمن الأول قليلين مجمعين على العقيدة، وعلى عقيدة واحدة في زمن الإمام زيد بن علي @ مطابقة لما أسسه لهم جدهم علي بن أبي طالب # في نهج البلاغة.
  انظر لِمَا في كتاب الإيمان، وكتاب الصفوة للإمام زيد بن علي # وما في كتاب الإهْلِيلَجَة للإمام جعفر الصادق # مطابقاً لما في نهج البلاغة، فمن حذا حذوهم، وأخذ دينه عنهم، فهو الحجة في زمانه، ومن أخذ دينه من غيرهم فهو دين مستوردٌ غير دينهم في الأصول، والفروع في المسائل العملية، لكن المخطئ فيها معذورٌ؛ لأنَّ أدلتها ظنية، وإذا بحثتَ في كتب الزيدية وجدتهم على عقيدة واحدة من لدن علي بن أبي طالب ~ إلى زمننا هذا، فهؤلاء هم حجج الله تعالى على عباده في كل زمان.
  والذين أخذوا دينهم عن غير آبائهم، وعن غير أهل بيت نبيهم؛ فدينهم مستورد غير دين أهل البيت.
  فالزيدية هم الذين أخذوا دينهم في العقيدة عن علي والحسنين وأولادهما، وتطابقت عقيدةُ أوَّلِهِم وآخِرِهم، ويعززونها بالأدلة العقلية، والنقلية، التي لا يبقى معها شك، ولا ريب، ومن اطّلع عليها وجدها كافية،