[دور المال والعمل والكسب المشروع]
  اللَّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ٢٧٥}[البقرة]، وقال تعالى: {يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ ٢٧٦}[البقرة].
  ومن الباطل في التجارة والأموال رشوة المالكين لمساعدتهم على استغلال الآخرين، كما تشير إليه الآية في قوله تعالى: {وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُوا بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُوا فَرِيقًا مِنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالْإِثْمِ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ ١٨٨}[البقرة].
  وقد تحدث القرآن الكريم عن مظاهر الفساد في مجال التجارة، فخص المطففين بسورة تحمل اسمهم، وتوعدهم بقوله: {وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ ١ الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ ٢ وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ ٣} وكان الغش في التجارة سبباً لهلاك أهل «مَدْيَن»، الذين بعث إليهم شعيباً # مرشداً وهادياً، فكان فيما حاسبهم عليه سوء استعمالهم للتجارة حين يقول: {أَوْفُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ}[هود: ٨٥]، فلما تمردوا وأبوا إلا المخالفة لأمر الله وأمر نبيه أخذتهم الصيحة فأصبحوا في دارهم جاثمين، فلقد أمر الله بالتجارة واعتبرها من مقومات الحياة؛ لأنها تستدعي التحرك الدائم بالإيراد والتصدير مما يسبب ازدهار الحياة وتوفير الحاجات للمستهلكين، ولكن الله تعالى رحمة بالإنسان وإقامة للعدل أحاطها بكثير من القيود والشروط؛ لئلا تجر المتعاملين إلى الربا وأكل أموال الناس بالباطل بالتعدي والاستغلال والاحتكار والمغالاة وما إلى ذلك.
  نسأل الله تعالى أن يوفقنا لما يرضيه، وأن يجنبنا معاصيه، وأن يجعل أعمالنا وأقوالنا خالصة لوجهه الكريم، وأن يقود بنواصينا إلى ما فيه صلاح أمتنا وخيرها، آمين اللهم آمين، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وصلى الله وسلم على محمد وآله الطاهرين.
  أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا