خطبة فيها بعد الموعظة العدل ولزوم التحلي به، نفع الله بها
  العادل، ووفق الحكمة الرشيدة التي تحكم بها العقول ويقرها الشرع الشريف، وخير وسيلة إلى ذلك هي القيام بإصلاح الأفراد وإعدادهم لأن يكونوا صالحين وملتزمين بمنهج الله، وسالكين الطريق القويم والصراط المستقيم، وتزويدهم بكل ما يجب على الفرد لنفسه ولأسرته ومجتمعه.
  فإذا صلح الفرد وتهذبت الأسرة صلحت الأمة وتوجهت برمتها إلى سبيل الخير والسعادة، وهذا هو المنهج الرباني الذي سلكه الإسلام والقرآن لإصلاح البشرية وتهذيبها.
  فمن حق كل فرد أن يكون هو المبتدئ بالمعروف والمبتدئ للإحسان والمؤدي إلى الغير حقوقه كاملة غير منقوصة.
  ومن حق كل فرد أيضاً إنصاف الناس من نفسه، وأن يحب للآخرين ما يرتضيه لنفسه ويكره لهم ما لا يحبه لنفسه، ومن حق كل أسرة أن يكونوا متعاونين ومتواصلين ومتآخين؛ لتشملهم العزة والكرامة.
  ومن حق كل مجتمع أيضاً الاجتهاد في التواصل والتعاون على التعاطف والمساواة لأهل الحاجة، وتعاطف بعضهم على بعض؛ ليكونوا كما أمر الله وكما أراد متحابين متراحمين متآخين في الله.
  وأخيراً أيها المؤمنون، أود أن أذكركم إلى أن شهر شبعان قد دنى فراقه، وهو شهر عظيم، يروى أنه تذاكر بعض أصحاب رسول الله ÷ فضائل شعبان فقال ÷ ما معناه: «إنه شهر شريف وهو شهري، وحملة العرش تعظمه وتعرف حقه، وهو شهر تزاد فيه أرزاق المؤمنين لشهر رمضان، وتزين فيه الجنان، وإنما سمي شعبان لأنه يتشعب فيه الخير الكثير لرمضان، وهو شهر الأعمال فيه تتضاعف الحسنة بسبعين، والسيئة محطوطة، والذنب مغفور والحسنة مقبولة، ينظر الله تعالى إلى صوامه وقوامه فيباهي الله بهم ملائكته.
  وكان جعفر بن محمد، يقول: «صيام شعبان ورمضان - والله - توبة من الله، ثم