[خطبة للجمعة الثانية من شهر رمضان]
  الفرصة والمسارعة إلى القيام بأعمال البر في هذه الأيام والليالي من هذا الشهر العظيم، فالأجور فيه تتوفر والأعمال تُتَقبل والدعاء يستجاب، فاغتنموا أعمال البر من إقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وبر الوالدين، وصلة الأرحام، ومواساة الضعفاء، وتوقير الكبير، والرحمة بالصغير، وحسن الخلق، والإكثار من الأدعية المباركة وتلاوة القرآن وتطبيقه فقد قال رسول الله ÷: «أيها الناس، إنه قد أظلكم شهر فيه ليلة خير من ألف شهر، وهو شهر رمضان، فرض اللّه ø صيامه، وجعل قيام لَيْلَة منه بتطوع صلاة كمن تطوع سبعين ليلة فيما سواه من الشهور.
  وجعل لمن تطوع فيه بخصلة من خصال الخير والبر كأجر من أدى فريضة من فرائض اللّه ø فيما سواه.
  ومن أدى فريضة من فرائض اللّه ø فيه كمن أدى سبعين فريضة من فرائض اللّه ø فيما سواه من الشهور»(١).
  ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والإعانة والصبر على الطاعة، وأن يجعل أقوالنا وأعمالنا خالصة لوجهه، وأن نكون ممن شملتهم رحمة الله وعمهم عفوه، وأن يعتق رقابنا من النار، آمين اللهم آمين، وصلى الله وسلم على محمد وآله الطاهرين.
  أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ١٨٥}[البقرة].
(١) رواه الإمام أبو طالب في أماليه عن الإمام علي #.