في فضل عشر ذي الحجة وفضل بيت الله الحرام
في فضل عشر ذي الحجة وفضل بيت الله الحرام
  أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، ﷽
  الحمد لله رب العالمين، الحمد لله القاهر العليم القادر العظيم، الحمد لله الإله القديم الغافر الحليم، الحمد لله العزيز الحكيم الساتر الكريم، نحمده على إنعامه الغامر، ونشكره على إفضاله الزائد الزاخر.
  وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، الأول والآخر والباطن والظاهر، العالم بمكنونات الضمائر، والخبير بمستودعات السرائر.
  وأشهد أن سيدنا ومولانا محمداً عبده ورسوله سيد الأوائل والأواخر، صلى الله عليه وعلى آله الأماجد المؤيدين في الموارد والمصادر.
  أما بعد،
  فيا عباد الله، أوصيكم ونفسي بتقوى الله ø، فبتقوى الله فاز الفائزون ونجح الطالبون ونجا الهاربون، وبترك التقوى خسر المبطلون، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون؛ لأن تقوى الله تمثل الخضوع لله تعالى في الجوارح، وتمثل الإذعان والانقياد لله ø من الجوانح، إن التقوى تجعل الإنسان إنساناً باسطاً يديه إلى الله، متفانياً في طاعة الله وفي خدمة عباد الله.
  إن تقوى الله تمثل منتهى الغايات التي يطمح إليها الإنسان، ومن أجْلها كانت كل التكاليف الشرعية من صلاة وصيام وحج وزكاة وغيرها.
  إن تقوى الله تجعل من هذا الإنسان عضواً ملتزماً لسلوك الخط الإلهي، لا يخرج عنه ولا يدخل في غيره، عضواً منقاداً لأوامر الله ø بقلبه وضميره ووجدانه، فكراً وعملاً، سلوكاً وعقيدةً وطريقةَ حياة، فمن أحب أن يكون أعز الخلق فليتق الله، {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا ٧٠ يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ٧١}[الأحزاب].