عند قدوم يوم عرفة
  يكفر السنة التي قبله»(١).
  ويقول ابن عباس ما معناه: «كان رسول الله ÷ يتحرى صيام يوم عرفة ويوم عاشوراء»(٢)، وهو يوم قبول الدعاء فتخيروا لأنفسكم من الدعاء ما أحببتم، واجتهدوا فيه فإنه يوم دعاء ومسألة، وأكثروا فيه من التعوذ من الشيطان الرجيم، فإن الشيطان لن يذهلكم في موطن أحب إليه من أن يذهلكم في يوم عرفة.
  وقد جاء في حديث يروى عن رسول الله ÷ أنه قال: «ما رئي الشيطان يومًا هو فيه أصغر ولا أحقر ولا أدحر ولا أغضب منه في يوم عرفة؛ وما ذاك إلا لما رأى من نزول الرحمة وتجاوز الله تعالى عن الذنوب العظام»(٣).
  ويستحب لمن كان في غير عرفة الاغتسال قبل الزوال، والوضوء وصلاة ركعتين
  وقد روي عن رسول الله ÷ أنه قال: «ما من يوم أكثر فيه عتيقاً من النار من يوم عرفة»(٤).
  ويستحب الإكثار فيه من قول: «سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر»، وتكرير سورة الإخلاص والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله.
  وقد قام النبيء ÷ في حجة الوداع خطيباً في يوم عرفة، ومما قاله في ذلك اليوم العظيم وذلك الجمع الكثير، بعد الحمد والثناء على الله تعالى بما هو أهله قال: «أيها الناس إن دماءكم وأعراضكم وأموالكم عليكم حرام، كحرمة يومكم هذا وشهركم هذا وبلدكم هذا، ألا هل بلغت؟ اللهم اشهد، ثم قال: أيها الناس، كل حلال دللتكم عليه أو حرام نهيتكم عنه فإني لم أرجع عن ذلك ولم أُبَدِّل، ومن كانت
(١) رواه الإمام المرشد بالله في الأمالي الخميسية عن أبي قتادة.
(٢) رواه الإمام المرشد بالله في الأمالي الخميسية.
(٣) رواه ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة.
(٤) رواه الإمام المرشد بالله في الأمالي الخميسية