عند قدوم يوم عرفة
  لديه أمانة فليؤدها إلى الذي ائتمنه، وإن ربا الجاهلية موضوع، وإن أول رباً أبدأ به ربا العباس بن عبدالمطلب، وإن أول دم أبدأ به دم عامر بن ربيعة بن الحارث بن عبدالمطلب، وإن مآثر الجاهلية موضوعة غير السدانة والسقاية، والعمد قود، وشبه العمد ما قتل بالعصا والحجر، وفيه مائة بعير ومن زاد فهو من الجاهلية.
  ثم قال ÷: أيها الناس، إن الشيطان قد يئس أن يعبد بأرضكم هذه ولكنه رضي بأن يطاع فيما تحتقرون من أعمالكم، أيها الناس، {إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُحِلُّونَهُ عَامًا وَيُحَرِّمُونَهُ عَامًا لِيُوَاطِئُوا عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ}».
  ومما قال ÷: «إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السماوات والأرض، {إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ} ثلاثة متوالية وواحد فرد: ذو القعدة وذو الحجة والمحرم، ورجب بين جمادى وشعبان، ألا هل بلغت؟ اللهم اشهد».
  واستمر ÷ في خطبته قائلاً: «أيها الناس، إن لنسائكم عليكم حقاً ولكم عليهن حقاً: حقكم عليهن أن لا يُوطِئنَّ أحداً فراشكم، ولا يُدخلن أحداً تكرهونه بيوتكم، وأن لا يأتين بفاحشة، فإن فعلن فإن الله قد أذن أن تعضلوهن وتهجروهن في المضاجع، وأن تضربوهن ضرباً غير مبرح، فإذا انتهين وأطعنكم فعليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف، أخذتموهن بأمانة الله واستحللتم فروجهن بكتاب الله فاتقوا الله في النساء واستوصوا بهن خيراً.
  أيها الناس، إنما المؤمنون إخوة ولا يحل لمؤمن من مال أخيه إلا عن طيب نفس منه، ألا هل بلغت؟ اللهم اشهد، ولا ترجِعُنَّ بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض، فإني قد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا: كتاب الله وعترتي أهل بيتي، ألا هل بلغت؟ اللهم اشهد».
  ثم قال ÷: «أيها الناس، إن ربكم واحد وإن أباكم واحد، كلكم لآدم