دائرة عامة
دائرة عامة
  أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، ﷽
  الحمد لله رب العالمين، الحمد لله الذي تواضع كل شيء لعظمته، والحمد لله الذي استسلم كل شيء لقدرته، الذي يمسك السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه، نحمده على كل حال وفي كل حين.
  ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، قريب ممن دعاه، ومجيب لمن ناداه، بر بمن لجأ إلى ظله واعتصم بحبله، لا تراه العيون ولا يعزب عنه حركة ولا سكون.
  ونشهد أن سيدنا ومولانا محمداً عبده ورسوله، بعثه نبيئاً وأرسله إلى كافة الخلق بشيراً ونذيراً، وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً، صلى الله وسلم عليه وعلى آله الطاهرين.
  أما بعد، فيا عباد الله نتواصى بتقوى الله وطاعته، واعلموا أن للمسلم على أخيه المسلم حقوقاً كثيرة يجب أن تراعى، منها: أن يحب لأخيه المؤمن ما يحبه لنفسه، وأن يكره له ما يكره لنفسه، وأن لا يؤذي أحداً بقول أو فعل، فرسول الله ÷ يقول فيما روي عنه: «لا يكون المؤمن مؤمناً حتى يرى لأخيه المؤمن ما يرى لنفسه، ويكره له ما يكره لها»(١).
  ويقول ÷: «المسلم من سلم الناس من يده ولسانه»(٢).
  «لا يكون المؤمن مؤمناً حتى يكون وصولاً، ولا يكون مسلماً حتى يسلم النَّاس من يده ولسانه»(٣).
  ومن الحقوق التي يجب أن تتبادل بين الناس: كف اللسان عن ذكر عيوب
(١) ذكره الإمام المهدي أحمد بن يحيى بن المرتضى # في تكملة الأحكام ثم قال بعد ذكره: أو كما قال.
(٢) روى الحديث كاملًا الإمام الهادي الحسن بن يحيى بن علي القاسمي في كتاب الموا عظ الشافية.
(٣) رواه الإمام أبو طالب في أماليه عن عبد اللّه بن مسعود.