دائرة عامة
  الآخرين، وكتم أسرارهم، والنصيحة لهم وتخويفهم إذا هموا بارتكاب المعاصي، ففي الأثر: «المؤمن مرآة أخيه» يعني: أنه يرى منه ما لا يرى من نفسه.
  وكذلك من الحقوق المندوبة: الدعاء من المؤمن لأخيه بظهر الغيب، ومحاولة الإحسان إلى كل من يقدر على الإحسان إليه، واصطناع المعروف إلى الناس، ففي الأثر: «اصطنع المعروف إلى من هو أهله، وإلى من ليس بأهله فإن أصبت أهله فهو أهله وإن لم تصب أهله فأنت أهله»(١).
  ومن الحقوق أيضاً: الاحترام للكبير، والرحمة بالصغير، ومحاولة الصلاح والإصلاح بين الناس مهما وجد إلى ذلك سبيلاً، ومن ذلك المحاولة والسعي في قضاء حاجة المحتاجين.
  ثم إن على المسلم أن يتجنب مواضع التهم، ولو لم يكن ذلك إلا لصيانة قلوب الناس عن سوء الظن به، ولألسنتهم عن غيبته.
  والحقوق بين الناس لبعضهم البعض كثيرة، والجملة الجامعة أن لا تستصغر أحداً من أهل الدين حياً أو ميتاً، وأن لا تعظم أهل الدنيا لأجل دنياهم، أو تبذل لهم دينك لتنال من دنياهم، وكن سميعاً للناس في حقهم لا في باطلهم، واحذر مجالسة السفهاء والحمقى من الناس، وكن حريصاً على مجالسة أهل الدين، واطلب مؤاخاة المتقين، فالأخلاء بعضهم لبعض عدو إلا المتقين.
  ألا وصلوا وسلموا على من صلى الله عليه وملائكته وأمر المؤمنين بالصلاة والسلام عليه فقال عز قائلاً كريماً: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ٥٦}، اللهم صل وسلم على المختار للرسالة وتبليغ المعالم، سيدنا ونبيئنا محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب بن هاشم، وعلى أخيه ووصيه والإمام من بعده، أمير المؤمنين وسيد الوصيين علي بن أبي طالب، وعلى زوجته سيدة النساء وخامسة أهل الكساء فاطمة البتول
(١) رواه الإمام الهادي يحيى بن الحسين في الأحكام.