درر الفرائد في خطب المساجد،

عبد الله بن صلاح العجري (المتوفى: 1427 هـ)

رسالة إلى شيعة محمد وآله

صفحة 284 - الجزء 1

  أمرت بمودتهم وطاعتهم وسؤالهم فيما لا تعلمه، كما ابتلي من قبلهم من الأمم.

  قال مولانا العلامة الحجة، سيدي مجدالدين بن محمد # في لوامع الأنوار في هذا الشأن، قال #: «وهذا باب امتحن الله به عباده كبير، قد زلَّت فيه أقدام خلق كثير، بل هو أعظم التكاليف على المكلفين، وأصل الفتنة في الأولين والآخرين، وعادة الله الجارية في خلقه أن يلبس من تكبر عن أمره فيه وغمط نعمته عليه أثواب الصغار، وأنواع الخزي والعار والشنار، وإن في إبليس لعنه الله لعبرة لأولي الأبصار، فعدو الله أول من سخط أمر الله ورد قضاءه، ثم تبعه كل من نفخ في أنفه فشمخ بنفسه، فأنزل الله به سوء النقمة وسلبه ما لديه من النعمة وأحل عليه اللعنة» ... إلى آخر ما قال رضوان الله عليه.

  وأخيراً أقدم إليكم يا شيعة أهل البيت هذا الحديث العظيم، لتعرفوا أنكم في أعلى درجات الكمال للذات الإنسانية في الدنيا، وأنكم المقربون إلى الله يوم القيامة مع مواليكم محمد وأهل بيته صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين في الفردوس الأعلى.

  يروى عن رسول الله ÷ أنه قال: «من مات على حب آل محمد مات شهيداً، ألا ومن مات على حب آل محمد مات مغفوراً له، ألا ومن مات على حب آل محمد مات تائباً، ألا ومن مات على حب آل محمد مات مؤمناً مستكمل الإيمان، ألا ومن مات على حب آل محمد بَشّره ملك الموت بالجنة، ثم منكر ونكير، ألا ومن مات على حب آل محمد يزف إلى الجنة كما تزف العروس إلى بيت زوجها، ألا ومن مات على حب آل محمد جعل الله زوار قبره الملائكة بالرحمة، ألا ومن مات على حب آل محمد مات على السنة والجماعة،

  ألا ومن مات على بغض آل محمد جاء يوم القيامة مكتوبًا بين عينيه: آيس من رحمة الله، ألا ومن مات على بغض آل محمد لم يشم رائحة الجنة»⁣(⁣١).


(١) رواه الإمام المنصور بالله عبدالله بن حمزة بن سليمان في الشافي.