درر الفرائد في خطب المساجد،

عبد الله بن صلاح العجري (المتوفى: 1427 هـ)

[خطبة في عاشوراء]

صفحة 297 - الجزء 1

  ولا غرابة في ذلك فهي عداوة موروثة.

  فابنُ حَرْبٍ للمصطفى وابنُ هـ ... ـندٍ للمرتضى وَلِلْحُسَينِ يَزِيْدُ

  روي عن عمر بن الخطاب في تفسير قول الله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَةَ اللَّهِ كُفْرًا وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ ٢٨}⁣[إبراهيم]، قال: هما الأفجران بنو المغيرة وبنو أمية، فأما بنو المغيرة فكفيتموهم يوم بدر، وأما بنو أمية فمتعوا حتى حين. (ذكره الزمخشري في الكشاف).

  وحكى المفسرون أن المراد بقول الله ø: {وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ}⁣[الإسراء: ٦٠]، هم بنو أمية.

  وعن معاذ بن جبل من حديث طويل يصف فيه الرسول ÷ ذاته الطاهرة المطهرة، ويذكر فيه مجريات الأحداث من بعده، وصيرورة النبوة ملكاً عضوضاً، فلما بلغ العدد عند يزيد، قال الرسول ÷: «يزيد لا بارك الله في يزيد – ثم ذرفت عيناه ÷، ثم قال: نعي إليّ الحسين وأتيت بتربته وأخبرت بقاتله، والذي نفسي بيده لا يقتل بين ظهراني قوم لا يمنعوه إلا خالف الله بين صدورهم وقلوبهم، وسلط عليهم شرارهم وألبسهم شيعاً، ثم قال: واهاً لفراخ آل محمد، من خليفة مستخلف مترف يقتل خلفي وخلف الخلف»⁣(⁣١).

  فسلام الله وتحياته على الحسين وآل الحسين وأنصار الحسين، وغَضَبُ الله ولعنته الدائمة على القتلة الفجرة، وتَعُمُّ معهم من أمرهم ومن أعانهم ومن رضي بذلك أبداً.

  نعم أيها المؤمنون، لقد ظهر في ذلك اليوم وما تبعه من أيام أمور هائلة عظيمة، ظهرت من جراء ذلكم الحدث الرهيب، منها احمرار السماء وكسوف الشمس حتى ظهرت الكواكب وسط النهار، ودوام الظلمة ثلاثة أيام، وأمطرت السماء دماً عبيطاً، ونبع الدم من تحت كل حجر في المعمورة، وظن


(١) رواه الإمام المرشد بالله في الأمالي الخميسية.