خطبة في فضل الصلاة
  فنحن إذا نظرنا إلى الصلاة وجدنا أداءها والأذان لها عملاً عقلياً، فالدعوة إلى الصلاة كلمات تقرع العقول وتوقظ القلوب: تكبير لله، وشهادة بتوحيده ø، وأن سيدنا محمداً ÷ عبده ورسوله الذي جاءنا بالصلاة من عند الله، وفيها الحث على الفلاح والنجاح وعلى خير العمل.
  هذا هو الأذان، أما الصلاة نفسها فآيات تتلى من كتاب جامع لعزائم الخير ودلائل الرشد، وتكبيرٌ وتسبيحٌ وتحميد، وتعظيمٌ وتمجيد. ومدى قبولها مصحوب بصحو الفكر في إقامتها وتدبر العقل لمعانيها، فرضها الله تعالى ليطهر بها عباده عما اقترفوه بين أوقاتها من الذنوب.
  فهي العبادة الأولى في الإسلام ومنزلتها عظيمة، وهي عماد الدين الذي لا يقوم إلا به، يفسق تاركها تمرداً، ويكفر تاركها مستحلاً، وهي مفتاح الجنة، فمن أتى بها وإلا فهو من أهل النار، يقول ربنا ø: {إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا ١٠٣}[النساء]، أي: فرضاً مفروضاً، وحتماً لازماً، ووقتت بأوقاتٍ مكتوبة لا تتغير.
  ويقول الله ø: {فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ}[التوبة: ١١]، فاشترط الله في الدخول في الإسلام ثلاثة شروط: التوبة من الكفر، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة. فمن فرط في واحدة من هذه الشرائط فليس من الإسلام في شيء.
  وقال رسول الله ÷: «بني الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ÷ وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم شهر رمضان، وحج البيت من استطاع إليه سبيلا»(١)، وعنه ÷ أنه قال: «بين العبد
(١) رواه الأميرالحسين في كتاب شفاء الأوام في كتاب الصلاة ج ١/ ورواه العنسي في كتاب الإرشاد إلى نجاة العباد، من دون «وأن محمداً رسول الله ÷» و الإمام المرشد بالله في الأمالي الخميسية بسنده عن ابن عمرو، قوله: «وصوم شهر رمضان، وحج البيت من استطاع إليه =