[كلمة الحفل في يوم الغدير]
  وغيرهم، وتكاثر عدد المسلمين وهجروا قرابتهم من المشركين.
  وفي هذا الاجتماع وقف رسول الله ÷ بين عشيرته وقال: «من منكم يوازرني على هذا الأمر على أن يكون أخي ووصيي وخليفتي فيكم» فأحجم القوم إلا علياً # وكان أصغر القوم سناً، فقام وقال: أنا يا رسول الله، فقال له رسول الله: «أنت أخي ووصيي وخليفتي في أمتي»(١).
  ولهذا أشرت إليكم أن ولايته ثابتة في بدء الدعوة، ولكن الإعلان في ذلك اليوم وذلك الجم الغفير، وعقب تلكم الفريضة العظيمة التي يجتمع إليها المسلمون من أقطار الأرض، وفي تلكم اللحظات الحرجة كل ذلك له دور مهم في إعطاء القضية حجمها الكامل، ووجوب تطبيقها كوصية خالدةٍ تطوق أعناق الأجيال إلى يوم القيامة، وخلال لحظات وداع صاحب الرسالة العظمى محمد ÷، {لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيَا مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ}[الأنفال: ٤٢].
  {وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا ٦٦}[النساء]، فلو طبقت الأمة أمر الله ورسوله لما تسلط على رقاب المسلمين طاغية أبداً، ولما طمع في الخلافة طامع، ولما اختلف في الحق اثنان، ولله در القائل:
  والله لو تركوا الخلافة حيثما ... جُعِلَت لما فرعت أمية منبرا
  ربنا سمعنا وأطعنا وتوليناك وتولينا رسولك ووصي رسولك وذريته الطاهرين صلواتك عليهم أجمعين، فبحقهم ثبتنا على دينك ما أبقيتنا. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
  الله الله الله
(١) رواه الإمام الحجة مجدالدين المؤيدي رحمة الله تغشاه في كتابه لوامع الأنوار.