[كلمة الحفل في يوم الغدير]
  وأحل عليه اللعنة» ... إلى آخر ما قاله رضوان الله عليه.
  نعم أيها الأحبة، إن ولاية أمير المؤمنين ثبتت مع ثبوت نبوة النبي ÷ في بدء الدعوة في يوم الدار والإنذار؛ لأنها لما تتابعت الأحداث بعد الإعلان عن الدعوة وانتشر خبرها، وتهيأ الجو النفسي والفكري العام لتوجيه الدعوة بصورة عامة، ومخاطبة الناس بها - أمر الله تعالى محمداً ÷ أن يخاطب أولاً عشيرته ويدعوهم إلى الإسلام؛ لتكون له قاعدة شعبية وحماية اجتماعية، وليلقي الحجة عليهم بالتي هي أحسن، فأنزل الله عليه: {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ ٢١٤}[الشعراء]، فتحت هذه الآية الكريمة بداية مرحلة جديدة من التحول في حياة الدعوة، فلقد وضعت جبابرة قريش في محل الضعف أمام الرأي المكي خاصة وأما الرأي العام.
  ولقد اختار رسول الله ÷ أسلوباً اجتماعياً وجواً عاطفياً ونفسياً مؤثراً، فلقد دعا بني هاشم وكانوا أربعين رجلاً، منهم أعمامه: الحارث بن عبدالمطلب وكان من زعمائهم ووجهائهم، وأبو طالب، وأبو لهب، والحمزة، والعباس وغيرهم، فاجتمعوا في دار الحارث بن عبدالمطلب، وصنع لهم علي طعاماً، ثم انعقد الاجتماع، فتحدث رسول الله ÷ فشرح لهم مبادئ الإسلام وأهداف الدعوة، وما أمره الله به من إنذارهم وتكريمهم إن أسلموا واستجابوا.
  فتصدى له أبو لهب بالرد والرفض، بل وحرض بني هاشم على إلقاء القبض عليه وتطويقه والأخذ على يده، وهذا نص كلماته: «خذوا على يدي صاحبكم قبل أن يأخذ على يديه غيركم، فإن منعتموه قتلتم، وإن تركتموه ذللتم».
  فانبرى إليه أبو طالب - ذلكم الذي ما برح سنداً لرسول الله ÷ ومدافعاً عن دعوته - انبرى إلى أبي لهب مغضباً وقال له: يا عورة والله لننصرنه ولنعيننه، ثم توجه إلى ابن أخيه محمد ÷ وقال له: إن أردت أن تدعو إلى ربك فأعلمنا حتى نخرج معك بالسلاح.
  وعلى كل حال فإن نتائج هذا الاجتماع كانت إيجابية، فقد أعلن أبو طالب تأييده صراحة، ولقد أسلم ابنه جعفر، وعبيدة بن الحارث بن عبدالمطلب