[خطبة عيد الإفطار]
  وفي الأثر أن صيام العبد معلق بين السماء والأرض حتى تؤدى زكاة الفطر.
  الله أكبر الله أكبر الله أكبر.
  عباد الله، حافظوا على صلواتكم فإنها عمود دينكم، مَنْ حفظها وحافظ عليها حفظ دينه، ومن ضيعها فهو لما سواها أضيع، وحافظوا على أداء الزكاة فإنها قرينة الصلاة، وقد هدد الله المتهاون بها حيث يقول: {وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ٣٤ يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْنِزُونَ ٣٥}[التوبة].
  عباد الله، وحافظوا على ما افترض الله عليكم من الصيام فإن الصيام جُنَّة من العذاب وسبيل إلى الثواب.
  الله أكبر الله أكبر الله أكبر.
  والله الله عباد الله في حج بيت الله ما استطعتم إلى ذلك سبيلاً، فإن الحج ينفي الفقر ويجلب الوفر، ففي رواية أن العبد لو أنفق زنة جبل أبي قبيس ذهباً ما بلغ مبلغ الحاج، والحج المبرور ليس له جزاء إلى الجنة.
  وعليكم ببر الوالدين وصلة الأرحام، والإحسان إلى الفقراء والضعفاء والأيتام، وقوموا بالأمر بالمعروف الأكبر، والنهي عن الفحشاء والمنكر، فإنهما من أهم الواجبات في الإسلام، ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق، {وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلَا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُورًا ٣٣}[الإسراء]، {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا ٩٣}[النساء].
  وإياكم والزنا فإنه الفاحشة بنص الكتاب، والفضيحة يوم الحساب، وتجنبوا الظلم فإنه ظلمات يوم القيامة، وإياكم والربا فإن ربحه خسران وزيادته نقصان، وتجنبوا الغيبة والنميمة والإفك وقول الزور، فقد حرم الله ذلك في الكتاب المسطور.
  واحذروا الكذب فإنه شعبة من شعب النفاق، وإياكم وأكل مال اليتامى فالله