درر الفرائد في خطب المساجد،

عبد الله بن صلاح العجري (المتوفى: 1427 هـ)

خطبة في فضل الصلاة

صفحة 35 - الجزء 1

  ويترتب على ترك الصلاة أمور كثيرة، منها ما يحصل في الدنيا، ومنها ما يكون في الآخرة، فإضاعة الصلاة سبب للارتماء في الشهوات، فالله يقول في قوم ضيعوا الصلاة بعد أن كان آباؤهم متمسكين بهدي الله، قال ø: {فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا ٥٩}⁣[مريم]، فقد جعل الله ترك الصلاة سبباً للفساد واتباع الشهوات، واتباع الشهوات تُضعف العقول والأجسام وتودي بصاحبها إلى الهاوية، فلا يفكر إلا في الدنيا وما فيها فقط، وتصرفه عن الآخرة.

  وقد جاءنا عن رسول الله ÷ أنه قال: «من تهاون بالصلاة من الرجال والنساء عاقبه الله بخمس عشرة عقوبة: ست في الدنيا، وثلاث عند الموت، وثلاث في القبر، وثلاث في القيامة، فأما اللواتي في الدنيا: فيرفع الله من حياته البركة، ويرفع الله عن وجهه سيماء الصالحين، ولا يأجره الله على شيء من طاعته، ولا يجعل له نصيباً في دعاء الصالحين، ولا يسمع له دعاء، ولا يمنع منه البلاء والمهالك.

  وأما اللاتي عند الموت: فينزل عليه داء وشدة كأنما وضعت على صدره السماوات والأرض، ولو سقي ماء البحر لمات عطشاناً، ولو أطعم ما في الأرض لمات جائعاً.

  وأما اللاتي في القبر: فيقع في غم طويل، ويخرج من قبره يمشي في ظلمات لا يبصر، ويضيق عليه لحده حتى تختلف أضلاعه.

  وأما اللاتي في القيامة: شدة الحساب، وغضب الجبار، والخلود في النار»⁣(⁣١).

  وفقنا الله وإياكم لما يحب ويرضى، وجعلنا من الخاشعين في صلاتنا نفلاً وفرضاً، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وصلى الله وسلم على سيدنا


(١) رواه الأمير الحسين في الشفاء.