درر الفرائد في خطب المساجد،

عبد الله بن صلاح العجري (المتوفى: 1427 هـ)

خطبة في فضل الصلاة

صفحة 34 - الجزء 1

  صلاته على وجهها الحقيقي صغرت في عينيه الدنيا، ولم يتجرأ على الله تعالى بالمعصية؛ فكانت الصلاة ناهية له عن الفحشاء كما أنبأنا الله، أما إذا لم تكن كذلك فليست من إقامتها في شيء، فعن رسول الله ÷ أنه قال: «يا علي، مثل الذي لا يتم صلاته كحبلى حبلت، فلما دنى نفاسها أسقطت، فلا هي ذات حمل، ولا هي ذات ولد.

  ومَثَل المصلي مثل التاجر لا يخلص له ربحه حتى يأخذ رأس ماله، كذلك المصلي لا تقبل له نافلة حتى يؤدي الفريضة»⁣(⁣١).

  فعلى العبد إذا أراد الصلاة أن يطهر ظاهره وباطنه من النجاسات والأحقاد والكبر والرياء والسمعة، وإلا فلا قبول لها من الله، روي في حديث قدسي: «إن الله ø يقول: إنما أقبل الصلاة ممن تواضع لعظمتي، وقطع نهاره في ذكري، ولم يَبِت مُصِراً على خطيئة، ولم يتعاظم على خلقي»⁣(⁣٢).

  فعلى كل مكلف أن يتوجه إلى الله وقلبُه حاضر، ويدافع الشيطان ما استطاع، وأن يأتي بصلاته تامة قيامها وقراءتها وركوعها وسجودها واعتدالها.

  واعلموا عباد الله، أن عقاب تارك الصلاة شديد، فقد قال الله تعالى: {مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ ٤٢ قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ ٤٣ وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ ٤٤}⁣[المدثر]، وقال رسول الله ÷: «حافظوا على الصلوات الخمس، فإن اللّه تبارك وتعالى إذا كان يوم القيامة يدعو بالعبد، فأول ما يسأله عن الصلاة، فإن جاء بها تامَّة وإلا زخ في النار»⁣(⁣٣).


(١) رواه الإمام أبو طالب في أماليه عن الإمام علي #.

(٢) رواه شيخ الإسلام محمد بن منصور المرادي في كتاب الذكر.

(٣) رواه الإمام أبو طالب في أماليه عن الإمام علي #، وروي في كتاب الموا عظ الشافية للإمام الهادي الحسن بن يحيى القاسمي، وروي في كتاب الإرشاد للعنسي إلا أن بدل «وإلا زخ» فيهما «وإلا زج».